Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 130-130)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه : يا أيها الذين آمنوا بـالله ورسوله ، لا تأكلوا الربـا فـي إسلامكم ، بعد إذ هداكم له ، كما كنتـم تأكلونه فـي جاهلـيتكم . وكان أكلهم ذلك فـي جاهلـيتهم أن الرجل منهم كان يكون له علـى الرجل مال إلـى أجل ، فإذا حلّ الأجل طلبه من صاحبه ، فـيقول له الذي علـيه الـمال : أخر عنـي دينك ، وأزيدك علـى مالك ! فـيفعلان ذلك ، فذلك هو الربـا أضعافـاً مضاعفة ، فنهاهم الله عزّ وجلّ فـي إسلامهم عنه . كما : حدثنا مـحمد بن سنان ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفـيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : كانت ثقـيف تَداين فـي بنـي الـمغيرة فـي الـجاهلـية ، فإذا حلّ الأجل ، قالوا : نزيدكم وتؤخرون ! فنزلت : { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرّبَا أَضْعَـٰفاً مُّضَـٰعَفَةً } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرّبَا أَضْعَـٰفاً مُّضَـٰعَفَةً } : أي لا تأكلوا فـي الإسلام إذ هداكم له ، ما كنتـم تأكلون إذ أنتـم علـى غيره مـما لا يحلّ لكم فـي دينكم . حدثنا مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد فـي قول الله عزّ وجلّ : { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرّبَا أَضْعَـٰفاً مُّضَـٰعَفَةً } قال : ربـا الـجاهلـية . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال سمعت ابن زيد يقول فـي قوله : { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرّبَا أَضْعَـٰفاً مُّضَـٰعَفَةً } قال : كان أبـي يقول : إنـما كان الربـا فـي الـجاهلـية فـي التضعيف وفـي السنّ ، يكون للرجل فضل دين ، فـيأتـيه إذا حلّ الأجل ، فـيقول له : تقضينـي أو تزيدنـي ؟ فإن كان عنده شيء يقضيه قضى ، وإلا حوّله إلـى السنّ التـي فوق ذلك ، إن كانت ابنة مخاض يجعلها ابنة لبون فـي السنة الثانـية ، ثم حقة ، ثم جذعة ثم ربـاعياً ، ثم هكذا إلـى فوق . وفـي العين يأتـيه ، فإن لـم يكن عنده أضعفه فـي العام القابل ، فإن لـم يكن عنده أضعفه أيضاً ، فتكون مائة فـيجعلها إلـى قابل مائتـين ، فإن لـم يكن عنده جعلها أربعمائة ، يضعفها له كل سنة ، أو يقضيه . قال : فهذا قوله : { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرّبَا أَضْعَـٰفاً مُّضَـٰعَفَةً } . وأما قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فإنه يعنـي : واتقوا الله أيها الـمؤمنون فـي أمر الربـا فلا تأكلوه ، وفـي غيره مـما أمركم به ، أو نهاكم عنه ، وأطيعوه فـيه لعلكم تفلـحون ، يقول : لتنـجحوا فتنـجوا من عقابه ، وتدركوا ما رغبكم فـيه من ثوابه ، والـخـلود فـي جنانه . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } : أي فأطيعوا الله لعلكم أن تنـجوا مـما حذّركم من عذابه ، وتدركوا ما رغبكم فـيه من ثوابه .