Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 152-152)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي بقوله تعالـى ذكره : ولقد صدقكم الله أيها الـمؤمنون من أصحاب مـحمد صلى الله عليه وسلم بـأُحد وعده الذي وعدهم علـى لسان رسوله مـحمد صلى الله عليه وسلم . والوعد الذي كان وعدهم علـى لسانه بـأُحد قوله للرماة : " اثْبُتُوا مَكانَكُمْ وَلا تَبْرَحُوا وَإنْ رأيْتُـمُونا قَدْ هَزَمْناهُمْ ، فإنَّا لَنْ نَزاَلَ غالبـينَ ما ثَبَتُّـمْ مَكانَكُمْ " ، وكان وعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم النصر يومئذ إن انتهوا إلـى أمره كالذي : حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : لـما برز رسول الله صلى الله عليه وسلم إلـى الـمشركين بـأُحد ، أمر الرماة ، فقاموا بأصل الـجبل فـي وجوه خيـل الـمشركين ، وقال : " لا تَبْرَحُوا مَكانَكُمْ إنْ رأيْتُـمُونا قَدْ هَزَمْناهُمْ ، فإنَّا لَنْ نَزَالَ غالِبِـينَ ما ثَبَتُّـمْ مَكانَكُمْ " وأمّر علـيهم عبد الله بن جبـير أخا خوّات بن جبـير ، ثم إن طلـحة بن عثمان صاحب لواء الـمشركين قام فقال : يا معشر أصحاب مـحمد ، إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلـى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلـى الـجنة ، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفـي إلـى الـجنة ، أو يعجلنـي بسيفه إلـى النار ؟ فقام إلـيه علـيّ بن أبـي طالب ، فقال : والذي نفسي بـيده ، لا أفـارقك حتـى يعجلك الله بسيفـي إلـى النار ، أو يعجلنـي بسيفك إلـى الـجنة ! فضربه علـيّ ، فقطع رجله فسقط ، فـانكشفت عورته ، فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عم ! فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال لعلـيّ أصحابه : ما منعك أن تـجهز علـيه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدنـي حين انكشفت عورته فـاستـحيـيت منه . ثم شدّ الزبـير بن العوّام والـمقداد بن الأسود علـى الـمشركين ، فهزماهم ، وحمل النبـيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فهزموا أبـا سفـيان ، فلـما رأئ ذلك خالد بن الولـيد وهو علـى خيـل الـمشركين حمل ، فرمته الرماة ، فـانقمع فلـما نظر الرماة إلـى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فـي جوف عسكر الـمشركين ينتهبونه ، بـادروا الغنـيـمة ، فقال بعضهم : لا نترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فـانطلق عامتهم ، فلـحقوا بـالعسكر فلـما رأى خالد قلة الرماة ، صاح فـي خيـله ، ثم حمل فقتل الرماة ، ثم حمل علـى أصحاب النبـيّ صلى الله عليه وسلم فلـما رأى الـمشركون أن خيـلهم تقاتل ، تنادوا ، فشدّوا علـى الـمسلـمين ، فهزموهم وقتلوهم . حدثنا هارون بن إسحاق ، قال : ثنا مصعب بن الـمقدام ، قال : ثنا إسرائيـل ، قال : ثنا أبو إسحاق ، عن البراء ، قال : لـما كان يوم أُحد ولقـينا الـمشركين ، أجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالاً بإزاء الرماة ، وأمَّر علـيهم عبد الله بن جبـير أخا خوّات بن جبـير ، وقال لهم : " لا تَبْرَحُوا مَكانَكُم ! إنْ رأيْتُـمُونا ظَهَرْنا عَلَـيْهِمْ فَلا تَبْرَحُوا ، وَإنْ رأيْتُـمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَـيْنا فَلا تُعِينُونا " فلـما التقـى القوم ، هُزم الـمشركون حتـى رأيت النساء قد رفعن عن سوقهن ، وبدت خلاخـلهن ، فجعلوا يقولون : الغنـيـمة الغنـيـمة ! قال عبد الله : مهلاً ، أما علـمتـم ما عهد إلـيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأبوا ، فـانطلقوا ، فلـما أتوهم صرف الله وجوههم ، فأصيب من الـمسلـمين سبعون قتـيلاً . حدثنا سفـيان بن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن إسرائيـل ، عن أبـي أسحاق ، عن البراء ، بنـحوه . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، ابن عبـاس قوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } فإن أبـا سفـيان أقبل فـي ثلاث لـيال خـلون من شوّال ، حتـى نزل أُحداً ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن فـي الناس ، فـاجتـمعوا ، وأمَّر علـى الـخيـل الزبـير بن العوّام ، ومعه يومئذ الـمقداد بن الأسود الكندي ، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء رجلاً من قريش يقال له مصعب بن عمير ، وخرج حمزة بن عبد الـمطلب بـالـحُسَّر ، وبعث حمزة بـين يديه ، وأقبل خالد بن الولـيد علـى خيـل الـمشركين ومعه عكرمة بن أبـي جهل ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبـير ، وقال : " اسْتَقْبِلْ خَالِدَ بْنَ الوَلِـيدِ فَكُنْ بإزَائِهِ حَتّـى أوذِنْك ! " وأمر بخيـل أخرى ، فكانوا من جانب آخر ، فقال : " لا تَبْرَحُوا حتـى أوذِنَكُم ! " وأقبل أبو سفـيان يحمل اللات والعزّى ، فأرسل النبـيّ صلى الله عليه وسلم إلـى الزبـير أن يحمل ، فحمل علـى خالد بن الولـيد ، فهزمه ومن معه ، كما قال : { لَقَدِ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } وإن الله وعد الـمؤمنـين أن ينصرهم ، وأنه معهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : ثنـي مـحمد بن مسلـم بن عبـيد الله الزهري ، أن مـحمد بن يحيـى بن حبـان ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، والـحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علـمائنا فـي قصة ذكرها عن أُحد ، ذكر أن كلهم قد حدّث ببعضها ، وأن حديثهم اجتـمع فـيـما ساق من الـحديث ، فكان فـيـما ذكر فـي ذلك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الشعب من أحد فـي عُدْوة الوادي إلـى الـجبل ، فجعل ظهره وعسكره إلـى أحد ، وقال : " لا تُقَاتِلُوا حَتَّـى نَأْمُرَ بـالِقَتال " ، وقد سرحت قريش الظهر والكُراع فـي زروع كانت بـالصَّمْغة من قناة للـمسلـمين ، فقال رجل من الأنصار حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال : أتُرْعى زروع بنـي قـيـلة ولـما نُضارب ! وصفّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال ، وهو فـي سبعمائة رجل ، وتصافّ قريش وهم ثلاثة آلاف ، ومعهم مائتا فرس قد جَنَبُوها ، فجعلوا علـى ميـمنة الـخيـل خالد بن الولـيد ، وعلـى ميسرتها عكرمة بن أبـي جهل . وأمَّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم علـى الرماة عبد الله بن جبـير أخا بنـي عمرو بن عوف ، وهو يومئذ معلـم بثـياب بـيض ، والرماة خمسون رجلاً ، وقال : " انْضَحْ عَنَّا الـخَيْـلَ بـالَّنْبِل لا يَأْتُونَا مِنْ خَـلْفِنَا ! إنْ كَانَتْ لنا أو عَلَـيْنَا فـاثْبُتْ مَكَانَكَ ، لا نُؤْتَـيَنَّ مِنْ قَبِلِك ! " فلـما التقـى الناس ، ودنا بعضهم من بعض ، واقتتلوا حتـى حميت الـحرب ، وقاتل أبو دجانة حتـى أمعن فـي الناس ، وحمزة بن عبد الـمطلب ، وعلـيّ بن أبـي طالب فـي رجال من الـمسلـمين ، فأنزل الله عزّ وجلّ نصره ، وصدقهم وعده ، فحسُّوهم بـالسيوف حتـى كشفوهم ، وكانت الهزيـمة لا شك فـيها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن مـحمد بن إسحاق ، عن يحيـى بن عبـاد بن عبد الله بن الزبـير ، عن أبـيه ، عن جده ، قال : قال الزبـير : والله لقد رأيتنـي أنظر إلـى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمّرات هوازم ، ما دون إحداهن قلـيـل ولا كثـير ، إذ مالت الرماة إلـى العسكر حين كشفنا القوم عنه ، يريدون النهب ، وخـلوا ظهورنا للـخيـل ، فـأُتـينا من أدبـارنا ، وصرخ صارخ : ألا إن مـحمداً قد قُتل ! فـانكفأنا وأنكفأ علـينا القوم بعد أن هزمنا أصحاب اللواء ، حتـى ما يدنو منه أحد من القوم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق فـي قوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } : أي لقد وفـيت لكم بـما وعدتكم من النصر علـى عدوّكم . حُدثت عن عمار ، قال : ثنا ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، قوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } ، وذلك يوم أُحد ، قال لهم : " إنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ فَلاَ تَأْخُذُوا ما أصَبْتُـمْ مِنْ غَنائمهِمْ شَيْئاً حتـى تَفْرُغُوا " فتركوا أمر نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم ، وعصوا ، ووقعوا فـي الغنائم ، ونسوا عهده الذي عهده إلـيهم ، وخالفوا إلـى غير ما أمرهم به . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } . يعنـي تعالـى ذكره بذلك : ولقد وفـى الله لكم أيها الـمؤمنون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بـما وعدكم من النصر علـى عدوّكم بأحُد ، حين تـحسّونهم ، يعنـي : حين تقتلونهم . يقال منه : حَسَّهُ يَحُسُّهُ حَسًّا : إذا قتله . كما : حدثنـي مـحمد بن عبد الله بن سعيد الواسطي ، قال : ثنا يعقوب بن عيسى ، قال : ثنـي عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن مـحمد بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن الـمسور بن مخرمة ، عن أبـيه ، عن عبد الرحمن بن عوف فـي قوله : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } قال : الـحَسُّ : القتل . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا ابن أبـي الزناد ، عن أبـيه ، قال : سمعت عبـيد الله بن عبد الله يقول فـي قول الله عزّ وجلّ : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ } قال : القتل . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } قال : تقتلونهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ } أي قتلاً بإذنه . حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة فـي قوله : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ } يقول : إذ تقتلونهم . حُدثت عن عمار ، عن ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } والـحَسُّ القتل . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } يقول : تقتلونهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ } بـالسيوف : أي بـالقتل . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن مبـارك ، عن الـحسن : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } يعنـي : القتل . حدثنـي علـيّ بن داود ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ بن أبـي طلـحة ، عن ابن عبـاس : قوله : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } يقول : تقتلونهم . وأما قوله : { بِإِذْنِهِ } فإنه يعنـي : بحكمي وقضائي لكم بذلك وتسلـيطي إياكم علـيهم . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ } بإذنـي وتسلـيطي أيديكم علـيهم ، وكفـي أيديهم عنكم . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } . يعني بقوله جلّ ثناؤه : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ } : حتـى إذا جبنتـم وضعفتـم ، { وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلأَمْرِ } بقول : واختلفتـم فـي أمر الله يقول : وعصيتـم وخالفتـم نبيكم ، فتركتـم أمره ، وما عهد إلـيكم . وإنـما يعنـي بذلك الرماة الذين كان أمرهم صلى الله عليه وسلم بلزوم مركزهم ومقعدهم من فم الشعب بـأُحد ، بإزاء خالد بن الولـيد ومن كان معه من فرسان الـمشركين الذين ذكرنا قبلُ أمرهم . وأما قوله : { مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } فإنه يعنـي بذلك : من بعد الذي أراكم الله أيها الـمؤمنون بـمـحمد من النصر والظفر بـالـمشركين ، وذلك هو الهزيـمة التـي كانوا هزموهم عن نسائهم وأموالهم قبل ترك الرماة مقاعدهم التـي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقعدهم فيها ، وقبل خروج خيـل الـمشركين على المؤمنين من ورائهم . وبنحو الذي قلنا تظاهرت الأخبار عن أهل التأويل ، وقد مضى ذكر بعض من قال ، وسنذكر قول بعض من لـم يذكر قوله فـيـما مضى . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلأَمْرِ } أي اختلفتم فـي الأمر ، { وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } وذاكم يوم أُحد ، عهد إلـيهم نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بأمر ، فنسوا العهد وجاوزوا وخالفوا ما أمرهم نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ، فـانصرف علـيهم عدوّهم بعد ما أراهم من عدوّهم ما يحبون . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ناساً من الناس يعنـي : يوم أُحد فكانوا من ورائهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كُونُوا هَهُنا فَرُدُّوا وَجْهَ مَنْ قَدِمَنا ، وكُونُوا حَرَساً لَنا مِنْ قِبَلِ ظُهُورِنا " وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لـما هزم القوم هو وأصحابه ، اختلف الذين كانوا جعلوا من ورائهم ، فقال بعضهم لبعض لـما رأوا النساء مصعدات فـي الـجبل ، ورأوا الغنائم ، قالوا : انطلقوا إلـى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوا الغنـيـمة قبل أن تسبقوا إلـيها ! وقالت طائفة أخرى : بل نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنثبت مكاننا . فذلك قوله : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا } للذين أرادوا الغنـيـمة ، { وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } للذين قالوا : نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونثبت مكاننا . فأتوا مـحمداً صلى الله عليه وسلم ، فكان فشلاً حين تنازعوا بـينهم يقول : { وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } كانوا قد رأوا الفتـح والغنـيـمة . حُدثت عن عمار ، عن ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ } يقول : جبنتـم عن عدوّكم ، { وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلأَمْرِ } يقول : اختلفتـم وعصيتـم ، { مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } وذلك يوم أُحد ، قال لهم : " إنَّكَم سَتَظْهَرُونَ فلا أعَرِفنَّ ما أصَبْتُـمْ مِنْ غَنَائمهم شَيْئا حتـى تفَرغُوا " ، فتركوا أمر نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم وعصوا ، ووقعوا فـي الغنائم ، ونسوا عهده الذي عهده إلـيهم ، وخالفوا إلـى غير ما أمرهم به ، فـانصرف علـيهم عدوّهم من بعد ما أراهم فـيهم ما يحبون . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ } قال ابن جريج : قال ابن عبـاس : الفشل : الـجبن . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلاْمْرِ وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } من الفتـح . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ } : أي تـخاذلتـم ، { وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلأَمْرِ } أي اختلفتـم فـي أمري ، { وَعَصَيْتُمْ } : أي تركتـم أمر نبـيكم صلى الله عليه وسلم وما عهد إلـيكم ، يعنـي : الرماة . { مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } أي الفتـح لا شكّ فـيه ، وهزيـمة القوم عن نسائهم وأموالهم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن الـمبـارك ، عن الـحسن : { مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } يعنـي : من الفتـح . وقـيـل : معنى قوله : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلاْمْرِ وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } حتـى إذا تنازعتـم فـي الأمر فشلتـم وعصيتـم من بعد ما أراكم ما تـحبون أنه من الـمقدّم الذي معناه التأخير ، وإن الواو دخـلت فـي ذلك ، ومعناها : السقوط كما قلنا فـي : { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَـٰدَيْنَـٰهُ } [ الصافات : 103 ] معناه : ناديناه ، وهذا مقول فـي « حتـى إذا » وفـي « فلـما أنْ » ، ومنه قول الله عزّ وجلّ : { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ } [ الأنبياء : 96 ] ثم قال : { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ } [ الأنبياء : 97 ] ومعناه : اقترب ، وكما قال الشاعر : @ حتـى إذَا قَمِلَتْ بُطُونُكُمُ وَرأيْتُـمُ أبْناءَكُمْ شَبُّوا وَقلبْتُـمْ ظَهْرَ الـمِـجَنّ لنَا إنَّ اللَّئِيـمَ العاجِزُ الـخَبُّ @@ القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } . يعنـي جلّ ثناؤه بقوله : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا } : الذين تركوا مقعدهم الذي أقعدهم فـيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي الشعب من أحد لـخيـل الـمشركين ، ولـحقوا بـمعسكر الـمسلـمين طلب النهب إذ رأوا هزيـمة الـمشركين { وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } يعنـي بذلك : الذين ثبتوا من الرماة فـي مقاعدهم التـي أقعدهم فـيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتبعوا أمره ، مـحافظة علـى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وابتغاء ما عند الله من الثواب بذلك من فعلهم ، والدار الآخرة . كما : حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } فـالذين انطلقوا يريدون الغنـيـمة ، هم أصحاب الدنـيا والذين بقوا ، وقالوا : لا نـخالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أرادوا الآخرة . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس مثله . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ ، قال : ثنا عبـيد بن سلـيـمان ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } فإن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم أُحد طائفة من الـمسلـمين ، فقال : " كُونُوا مَسْلَـحَةً للنَّاسِ " بـمنزلة أمرهم أن يثبتوا بها ، وأمرهم أن لا يبرحوا مكانهم حتـى يأذن لهم ، فلـما لقـي بنـيّ الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد أبـا سفـيان ومن معه من الـمشركين ، هزمهم نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم : فلـما رأى الـمسلـحةُ أن الله عزّ وجلّ هزم الـمشركين ، انطلق بعضهم وهم يتنادون : الغنـيـمة الغنـيـمة لا تفتكم ! وثبت بعضهم مكانهم ، وقالوا : لا نريـم موضعنا حتـى يأذن لنا نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم . ففـي ذلك نزل : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } فكان ابن مسعود يقول : ما شعرت أن أحداً من أصحاب النبـيّ صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنـيا وعَرَضها حتـى كان يوم أحد . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، قال : قال ابن جريج : قال ابن عبـاس : لـما هزم الله الـمشركين يوم أُحد ، قال الرماة : أدركوا الناس ونبـيّ الله صلى الله عليه وسلم لا يسبقوكم إلـى الغنائم فتكون لهم دونكم ! وقال بعضهم : لا نريـم حتـى يأذن لنا النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، فنزلت : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } قال ابن جريج : قال ابن مسعود : ما علـمنا أن أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنـيا وعرضها حتـى كان يومئذٍ . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن الـمبـارك ، عن الـحسن : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا } هؤلاء الذين يحوزون الغنائم ، { وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } الذين يتبعونهم يقتلونهم . حدثنا الـحسين بن عمرو بن مـحمد العنقزيّ ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ عن عبد خير ، قال : قال عبد الله : ما كنت أرى أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنـيا ، حتـى نزل فـينا يوم أُحد : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، عن عبد خير ، قال : قال ابن مسعود : ما كنت أظن أن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ أحداً يريد الدنـيا حتـى قال الله ما قال . حدثت عن عمار ، عن ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، قال : قال عبد الله بن مسعود لـما رآهم وقعوا فـي الغنائم : ما كنت أحسب أن أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنـيا حتـى كان الـيوم . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قال : كان ابن مسعود يقول : ما شعرت أن أحداً من أصحاب النبـيّ صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنـيا وَعَرَضها حتـى كان يومئذٍ . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا } أي الذين أرادوا النهب رغبة فـي الدنـيا وترك ما أمروا به من الطاعة التـي علـيها ثواب الآخرة ، { وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلأَخِرَةَ } : أي الذين جاهدوا فـي الله لـم يخالفوا إلـى ما نهوا عنه لعرض من الدنـيا رغبة فـي رجاء ما عند الله من حسن ثوابه فـي الآخرة . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ } . يعنـي بذلك جلّ ثناؤه : ثم صرفكم أيها الـمؤمنون عن الـمشركين بعد ما أراكم ما تـحبون فـيهم ، وفـي أنفسكم من هزيـمتكم إياهم ، وظهوركم علـيهم ، فردّ وجوهكم عنهم لـمعصيتكم أمر رسولـي ، ومخالفتكم طاعته ، وإيثاركم الدنـيا علـى الآخرة ، عقوبة لكم علـى ما فعلتـم ، لـيبتلـيكم ، يقول : لـيختبركم ، فـيتـميز الـمنافق منكم من الـمخـلص ، الصادق فـي إيـمانه منكم . كما : حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : ثم ذكر حين مال علـيهم خالد بن الولـيد : { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن مبـارك ، عن الـحسن فـي قوله : { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ } قال : صرف القوم عنهم ، فقتل من الـمسلـمين بعدّة من أسروا يوم بدر ، وقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكسرت ربـاعيته ، وشجّ فـي وجهه ، وكان يـمسح الدم عن وجهه ، ويقول : " كَيْفَ يُفْلِـحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِـيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلـى رَبِّهِمْ ؟ " فنزلت : { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَىْءٌ } [ آل عمران : 128 ] … الآية ، فقالوا : ألـيس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدنا النصر ؟ فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } إلـى قوله : { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ } : أي صرفكم عنهم لـيختبركم ، وذلك ببعض ذنوبكم . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } . يعنـي بقوله جلّ ثناؤه : { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ } : ولقد عفـا الله أيها الـمخالفون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتاركون طاعته ، فـيـما تقدم إلـيكم من لزوم الـموضع الذي أمركم بلزومه عنكم ، فصفح لكم من عقوبة ذنبكم الذي أتـيتـموه عما هو أعظم مـما عاقبكم به من هزيـمة أعدائكم إياكم ، وصرف وجوهكم عنهم إذ لـم يستأصل جمعكم . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن مبـارك ، عن الـحسن ، فـي قوله : { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ } قال : قال الـحسن وصفق بـيديه : وكيف عفـا عنهم وقد قتل منهم سبعون ، وقتل عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكسرت ربـاعيته ، وشجّ فـي وجهه ؟ قال : ثم يقول : قال الله عزّ وجلّ : قد عفوت عنكم إذ عصيتـمونـي أن لا أكون استأصلتكم . قال : ثم يقول الـحسن : هؤلاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفـي سبـيـل الله غضاب لله ، يقاتلون أعداء الله ، نهوا عن شيء فصنعوه ، فوالله ما تركوا حتـى غموا بهذا الغمّ ، فأفسق الفـاسقـين الـيوم يتـجرأ علـى كل كبـيرة ، ويركب كل داهية ، ويسحب علـيها ثـيابه ، ويزعم أن لا بأس علـيه ، فسوف يعلـم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ } قال : لـم يستأصلكم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ } : ولقد عفـا الله عن عظيـم ذلك لـم يهلككم بـما أتـيتـم من معصية نبـيكم ، ولكن عُدْت بفضلـي علـيكم . وأما قوله : { وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } فإنه يعنـي : والله ذو طول علـى أهل الإيـمان به وبرسوله بعفوه لهم عن كثـير ما يستوجبون به العقوبة علـيه من ذنوبهم ، فإن عاقبهم علـى بعض ذلك ، فذو إحسان إلـيهم بجميـل أياديه عندهم . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } يقول : وكذلك منّ الله علـى الـمؤمنـين أن عاقبهم ببعض الذنوب فـي عاجل الدنـيا أدبـاً وموعظة ، فإنه غير مستأصل لكل ما فـيهم من الـحقّ له علـيهم ، لـما أصابوا من معصيته ، رحمة لهم ، وعائدة علـيهم لـما فـيهم من الإيـمان .