Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 50-50)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلفت القرّاء فـي قوله : { فـانْظُرْ إلـى آثارِ رَحْمَةِ اللّهِ } فقرأته عامة قرّاء أهل الـمدينة والبصرة وبعض الكوفـيـين : { إلـى أثَرِ رَحْمَةِ اللّهِ } علـى التوحيد ، بـمعنى : فـانظر يا مـحمد إلـى أثر الغيث الذي أصاب الله به من أصاب من عبـاده ، كيف يحيـي ذلك الغيث الأرض من بعد موتها . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : « فـانْظُرْ إلـى آثارِ رَحْمَةِ اللّهِ » علـى الـجماع ، بـمعنى : فـانظر إلـى آثاء الغيث الذي أصاب الله به من أصاب كيف يحيـي الأرض بعد موتها . والصواب من القول فـي ذلك ، أنهما قراءتان مشهورتان فـي قَرَأَة الأمصار ، متقاربتا الـمعنى وذلك أن الله إذا أحيا الأرض بغيث أنزله علـيها ، فإن الغيث أحياها بإحياء الله إياها به ، وإذا أحياها الغيث ، فإن الله هو الـمـحيـي به ، فبأيّ القراءتـين قرأ القارىء فمصيب . فتأويـل الكلام إذن : فـانظر يا مـحمد إلـى آثار الغيث الذي ينزّل الله من السحاب ، كيف يحيـي بها الأرض الـميتة ، فـينبتها ويعشبها من بعد موتها ودثورها . { إن ذلك لـمـحيـي الـموتـى } يقول جلّ ذكره : إن الذي يحيـي هذه الأرض بعد موتها بهذا الغيث ، لـمـحيـي الـموتـى من بعد موتهم ، وهو علـى كلّ شيء مع قدرته علـى إحياء الـموتـى قدير ، لا يعزّ علـيه شيء أراده ، ولا يـمتنع علـيه فعل شيء شاءه سبحانه .