Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 1-4)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقد تقدّم بـياننا تأويـل قول الله تعالـى ذكره { الـم } . وقوله : { تِلكَ آياتُ الكِتابِ الـحَكِيـمِ } يقول جل ثناؤه : هذه آيات الكتاب الـحكيـم بـياناً وتفصيلاً . وقوله { هُدًى ورَحْمَةً } يقول : هذه آيات الكتاب بـياناً ورحمة من الله ، رحم به من اتبعه ، وعمل به من خـلقه وبنصب الهدى والرحمة علـى القطع من آيات الكتاب قرأت قرّاء الأمصار غير حمزة ، فإنه قرأ ذلك رفعاً علـى وجه الاستئناف ، إذ كان منقطعاً عن الآية التـي قبلها بأنه ابتداء آية وأنه مدح ، والعرب تفعل ذلك مـما كان من نعوت الـمعارف ، وقع موقع الـحال إذا كان فـيه معنى مدح أو ذمّ . وكلتا القراءتـين صواب عندي ، وإن كنت إلـى النصب أميـل ، لكثرة القراء به . وقوله : { للْـمُـحْسِنِـينَ } وهم الذين أحسنوا فـي العمل بـما أنزل الله فـي هذا القرآن ، يقول تعالـى ذكره : هذا الكتاب الـحكيـم هدى ورحمة للذين أحسنوا ، فعملوا بـما فـيه من أمر الله ونهيه { الَّذِينَ يُقِـيـمُونَ الصَّلاةَ } يقول : الذين يقـيـمون الصَّلاةَ الـمفروضة بحدودها { وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ } من جعلها الله له الـمفروضة فـي أموالهم { وَهُمْ بـالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } يقول : يفعلون ذلك وهم بجزاء الله وثوابه لـمن فعل ذلك فـي الآخرة يوقنون .