Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 28-28)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ما خـلقكم أيها الناس ولا بعثكم علـى الله إلاَّ كخـلق نفس واحدة وبعثها ، وذلك أن الله لا يتعذّر علـيه شيء أراده ، ولا يـمتنع منه شيء شاءه { إنَّـما أَمْرُهُ إذَا أرَادَ شَيْئاً أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَـيَكُونُ } فسواء خَـلْق واحد وبعثه ، وخـلق الـجميع وبعثهم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنـي أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله { كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } يقول : كن فـيكون ، للقلـيـل والكثـير . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله { ما خَـلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } قال : يقول : إنـما خَـلْقُ الله الناسَ كلَّهم وبعثُهم كخـلق نفس واحدة وبعثها ، وإنـما صلـح أن يقال : إلاَّ كنفس واحدة ، والـمعنى : إلاَّ كخـلق نفس واحدة ، لأن الـمـحذوف فعل يدلّ علـيه قوله { ما خَـلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ } والعرب تفعل ذلك فـي الـمصادر ، ومنه قول الله : { تَدُورُ أعْيُنُهُمْ كالَّذِي يُغْشَى عَلَـيْهِ مِنَ الـمَوْتِ } والـمعنى : كدوران عين الذي يغشى علـيه من الـموت ، فلـم يذكر الدوران والعين لـما وصفت . وقوله : { إنَّ اللّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } يقول تعالـى ذكره : إن الله سميع لـما يقول هؤلاء الـمشركون ويفترونه علـى ربهم ، من ادّعائهم له الشركاء والأنداد وغير ذلك من كلامهم وكلام غيرهم ، بصير بـما يعملونه وغيرهم من الأعمال ، وهو مـجازيهم علـى ذلك جزاءهم .