Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 6-6)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويـل ، فـي تأويـل قوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيث } فقال بعضهم : من يشتري الشراء الـمعروف بـالثمن ، ورووا بذلك خبراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن خلاد الصفَـار ، عن عبـيد الله بن زَحْر ، عن علـيّ بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبـي أُمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يَحِلُّ بَـيْعُ الـمُغَنِّـياتِ ، وَلا شِرَاؤُهُنَّ ، وَلا التِّـجارَةُ فِـيهِنَّ ، وَلا أثمَانُهُنَّ ، وفـيهنّ نزلت هذه الآية : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } » " حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنـي أبـي ، عن خَلاد الصفَـار ، عن عبـيد الله بن زَحْر ، عن علـيّ بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبـي أُمامة ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم بنـحوه ، إلاَّ أنه قال : " أكْلُ ثَمَنِهِنَّ حَرَامٌ " وقال أيضاً : " وفِـيهِنَّ أنْزَلَ اللّهُ علـيَّ هَذِهِ الآيَةَ : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ لِـيُضِلَّ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ } " حدثنـي عبـيد بن آدم بن أبـي إياس العسقلانـي ، قال : ثنا أبـي ، قال : ثنا سلـيـمان بن حيان ، عن عمرو بن قـيس الكلابـي ، عن أبـي الـمهلَّب ، عن عبـيد الله بن زَحْر ، عن علـيّ بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبـي أُمامة . قال : وثنا إسماعيـل بن عَياش ، عن مُطَرِّح بن يزيد ، عن عبـيد الله بن زَحْر ، عن علـيّ بن زيد ، عن القاسم ، عن أبـي أُمامة البـاهلـي ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحلّ تَعْلِـيـمُ الـمُغَنِّـياتِ ، وَلا بَـيْعُهُنَّ وَلا شِرَاؤُهُنَّ ، وثَمَنُهُنَّ حَرامٌ ، وقَدْ نَزَلَ تَصْدِيقُ ذلكَ فِـي كِتابِ اللّهِ { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } إلـى آخر الآية " وقال آخرون : بل معنى ذلك : من يختار لهو الـحديث ويستـحبه . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ لِـيُضِلَّ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ بغَيْرِ عِلْـمٍ } والله لعله أن لا ينفق فـيه مالاً ، ولكن اشتراؤه استـحبـابه ، بحسب الـمرء من الضلالة أن يختار حديث البـاطل علـى حديث الـحقّ ، وما يضرّ علـى ما ينفع . حدثنـي مـحمد بن خـلف العسقلانـي ، قال : ثنا أيوب بن سويد ، قال : ثنا ابن شوذب ، عن مطر ، فـي قول الله { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : اشتراؤه : استـحبـابه . وأولـى التأويـلـين عندي بـالصواب تأويـل من قال : معناه : الشراء ، الذي هو بـالثمن ، وذلك أن ذلك هو أظهر معنـيـيه . فإن قال قائل : وكيف يشتري لهو الـحديث ؟ قـيـل : يشتري ذات لهو الـحديث ، أو ذا لهو الـحديث ، فـيكون مشترياً لهو الـحديث . وأما الـحديث ، فإن أهل التأويـل اختلفوا فـيه ، فقال بعضهم : هو الغناء والاستـماع له . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس بن عبد الأعلـى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنـي يزيد بن يونس ، عن أبـي صخر ، عن أبـي معاوية البجلـي ، عن سعيد بن جُبَـير ، عن أبـي الصهبـاء البكري ، أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يُسأل عن هذه الآية { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ لِـيُضِلَّ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ بغَيْرِ عِلْـمٍ } فقال عبد الله : الغناء ، والذي لا إله إلاَّ هو ، يردّدها ثلاث مرّات . حدثنا عمرو بن علـيّ ، قال : ثنا صفوان بن عيسى ، قال : أخبرنا حميد الـخراط ، عن عمار ، عن سعيد بن جُبَـير ، عن أبـي الصهبـاء ، أنه سأل ابن مسعود ، عن قول الله { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : الغناء . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا علـيّ بن عابس ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : الغِناء . حدثنا عمرو بن علـيّ ، قال : ثنا عمران بن عيـينة ، قال : ثنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جُبَـير ، عن ابن عبـاس { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : الغناء وأشبـاهه . حدثنا ابن وكيع ، والفضل بن الصبـاح ، قالا : ثنا مـحمد بن فضيـل ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبَـير عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : هو الغناء ونـحوه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام بن سلـم ، عن عمرو بن أبـي قـيس ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبَـير عن ابن عبـاس ، مثله . حدثنا الـحسين بن عبد الرحمن الأنـماطي ، قال : ثنا عبـيد الله ، قال : ثنا ابن أبـي لـيـلـى ، عن الـحكم ، عن مقسم ، عن ابن عبـاس ، قال : هو الغناء والاستـماع له ، يعنـي قوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } . حدثنا الـحسن بن عبد الرحيـم ، قال : ثنا عبـيد الله بن موسى ، قال : ثنا سفـيان ، عن قابوس بن أبـي ظبـيان ، عن أبـيه ، عن جابر ، فـي قوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : هو الغناء والاستـماع له . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن ابن أبـي لـيـلـى ، عن الـحكم أو مقسم ، عن مـجاهد ، عن ابن عبـاس قال : شراء الـمغنـية . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا حفص والـمـحاربـي ، عن لـيث ، عن الـحكم ، عن ابن عبـاس ، قال : الغناء . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ لِـيُضِلَّ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ } قال : بـاطل الـحديث : هو الغناء ونـحوه . حدثنا ابن بشار وابن الـمثنى ، قالا : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن حبـيب ، عن مـجاهد { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : الغناء . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي ، عن شعبة ، عن الـحكم ، عن مـجاهد أنه قال فـي هذه الآية { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : الغناء . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن حبـيب عن مـجاهد قال : الغناء . قال : ثنا أبـي ، عن شعبة ، عن الـحكم ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا الأشجعي ، عن سفـيان ، عن عبد الكريـم ، عن مـجاهد { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : هو الغناء ، وكلّ لعب لهو . حدثنا الـحسين بن عبد الرحمن الأنـماطي ، قال : ثنا علـيّ بن حفص الهمدانـي ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : الغناء والاستـماع له وكل لهو . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : الـمغنـي والـمغنـية بـالـمال الكثـير ، أو استـماع إلـيه ، أو إلـى مثله من البـاطل . حدثنـي يعقوب وابن وكيع ، قالا : ثنا ابن علـية ، عن لـيث ، عن مـجاهد ، فـي قوله { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : هو الغناء أو الغناء منه ، أو الاستـماع له . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا عثام بن علـيّ ، عن إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن شعيب بن يسار ، عن عكرمة قال : { لَهْوَ الـحَدِيثِ } : الغناء . حدثنـي عبـيد بن إسماعيـل الهَبَّـاريّ ، قال : ثنا عَثّام ، عن إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن شعيب بن يسار هكذا قال عكرمة ، عن عبـيد مثله . حدثنا الـحسين بن الزبرقان النـخعي ، قال : ثنا أبو أسامة وعبـيد الله ، عن أسامة ، عن عكرمة ، فـي قوله { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } قال : الغناء . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، قال : الغناء . وقال آخرون : عنى بـاللهو : الطَّبل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي عبـاس بن مـحمد ، قال : ثنا حجاج الأعور ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، قال : اللهو : الطبل . وقال آخرون : عنى بلهو الـحديث : الشرك . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ ، يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، فـي قوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ } يعنـي الشرك . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الـحَدِيثِ لِـيُضِلَّ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ بغَيْرِ عِلْـمٍ ، ويَتَّـخِذها هُزُواً } قال : هؤلاء أهل الكفر ، ألا ترى إلـى قوله : { وَإذا تُتْلَـى عَلَـيْهِ آياتُنا وَلَّـى مُسْتَكْبِراً كأنْ لَـمْ يَسْمَعْها ، كأنَّ فِـي أُذُنَـيْهِ وَقْراً } فلـيس هكذا أهل الإسلام ، قال : وناس يقولون : هي فـيكم ، ولـيس كذلك ، قال : وهو الـحديث البـاطل الذي كانوا يَـلْغَون فـيه . والصواب من القول فـي ذلك أن يقال : عنى به كلّ ما كان من الـحديث ملهياً عن سبـيـل الله ، مـما نهى الله عن استـماعه أو رسولُه ، لأن الله تعالـى عَمّ بقوله { لَهْوَ الـحَدِيثِ } ولـم يخصص بعضاً دون بعض ، فذلك علـى عمومه ، حتـى يأتـي ما يدلّ علـى خصوصه ، والغناء والشرك من ذلك . وقوله : { لِـيُضِلَّ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ } يقول : لـيصدّ ذلك الذي يشتري من لهم الـحديث عن دين الله وطاعته ، وما يقرّب إلـيه من قراءة قرآن ، وذكر الله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { لِـيُضِلَّ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ } قال : سبـيـل الله : قراءة القرآن ، وذكر الله إذا ذكره ، وهو رجل من قريش اشترى جارية مغنـية . وقوله : { بغَيْرِ عِلْـمٍ } يقول : فعل ما فعل من اشترائه لهو الـحديث ، جهلاً منه بـما له فـي العاقبة عند الله من وزر ذلك وإثمه . وقوله { وَيَتَّـخِذَها هُزُواً } اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الـمدينة والبصرة ، وبعض أهل الكوفة : « وَيَتَّـخِذُها » رفعاً ، عطفـاً به علـى قوله : { يَشْتَرِي } كأن معناه عندهم : ومن الناس من يشتري لهو الـحديث ، ويتـخذ آيات الله هزواً . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : { وَيَتَّـخِذَها } نصبـاً عطفـاً علـى يضلّ ، بـمعنى : لـيضلّ عن سبـيـل الله ، ولـيتـخذَها هُزُواً . والصواب من القول فـي ذلك : أنهما قراءتان معروفتان فـي قرّاء الأمصار ، متقاربتا الـمعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء ، فمصيب الصواب فـي قراءته ، والهاء والألف فـي قوله : { ويَتَّـخِذَها } من ذكر سبـيـل الله . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله : { وَيَتَّـخِذَها هُزُواً } قال : سبـيـل الله . وقال آخرون : بل ذلك من ذِكر آيات الكتاب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : بِحَسْب الـمرء من الضلالة ، أن يختار حديث البـاطل علـى حديث الـحقّ ، وما يضرّ علـى ما ينفع . { ويَتَّـخِذَها هُزُواً } يستهزىء بها ويكذّب بها . وهما من أن يكونا من ذكر سبـيـل الله أشبه عندي لقربهما منها ، وإن كان القول الآخر غير بعيد من الصواب . واتـخاذه ذلك هُزُواً هو استهزاؤه به . وقوله : { أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } يقول تعالـى ذكره : هؤلاء الذين وصفنا أنهم يشترون لهو الـحديث لـيضلوا عن سبـيـل الله ، لهم يوم القـيامة عذاب مُذِلّ مخزٍ فـي نار جهنـم .