Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 1-3)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال أبو حعفر : قد مضى البـيان عن تأويـل قوله { الـم } بـما فـيه الكفـاية . وقوله : { تَنزِيـلُ الكِتابِ لا رَيْبَ فِـيهِ } يقول تعالـى ذكره : تنزيـل الكتاب الذي نزّل علـى مـحمد صلى الله عليه وسلم ، لا شكّ فـيه { من ربّ العالـمين } : يقول : من ربّ الثقلـين : الـجنّ ، والإنس . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { الـم تَنْزِيـلُ الكِتابِ لا رَيْبَ فِـيهِ } لا شكّ فـيه . وإنـما معنى الكلام : أن هذا القرآن الذي أُنزل علـى مـحمد لا شكّ فـيه أنه من عند الله ، ولـيس بشعر ولا سجع كاهن ، ولا هو مـما تـخرّصه مـحمد صلى الله عليه وسلم ، وإنـما كذّب جلّ ثناؤه بذلك قول الذين قالُوا { أساطِيرُ الأوَّلِـينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُـمْلَـى عَلَـيْهِ بُكْرَةً وأصِيلاً } وقول الذين قالوا : { إنْ هَذَا إلاَّ إفْكٌ افْتَرَاهُ وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } وقوله : { أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } يقول تعالـى ذكره : يقول الـمشركون بـالله : اختلق هذا الكتاب مـحمد من قِبل نفسه ، وتكذّبه و « أم » هذه تقرير ، وقد بـيَّنا فـي غير موضع من كتابنا ، أن العرب إذا اعترضت بـالاستفهام فـي أضعاف كلام قد تقدّم بعضه أن يستفهم بأم . وقد زعم بعضهم أن معنى ذلك : ويقولون . وقال : أم بـمعنى الواو ، بـمعنى بل فـي مثل هذا الـموضع ، ثم أكذبهم تعالـى ذكره فقال : ما هو كما تزعمون وتقولون من أن مـحمداً افتراه ، بل هو الـحقّ والصدق من عند ربك يا مـحمد ، أنزله إلـيك ، لتنذر قوماً بأس الله وسطوته ، أن يحلّ بهم علـى كفرهم به { ما أتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ منْ قَبْلكَ } يقول : لـم يأت هؤلاء القوم الذين أرسلك ربك يا مـحمد إلـيهم ، وهم قومه من قريش ، نذير ينذرهم بأس الله علـى كفرهم قبلك . وقوله : { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } يقول : لـيتبَّـينوا سبـيـل الـحقّ فـيعرفوه ويؤمنوا به . وبـمثل الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } قال : كانوا أمَّة أُمِّيَّة ، لـم يأتهم نذير قبل مـحمد صلى الله عليه وسلم .