Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 26-26)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : أَوَ لـم يبـين لهم ؟ كما : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس { أوَ لَـمْ يَهْدِ لَهُمْ } يقول : أو لـم يبـين لهم . وعلـى القراءة بـالـياء فـي ذلك قرّاء الأمصار ، وكذلك القراءة عندنا لإجماع الـحجة من القرّاء ، بـمعنى : أو لـم يبـين لهم إهلاكنا القرون الـخالـية من قبلهم ، سنتنا فـيـمن سلك سبـيـلهم من الكفر بآياتنا ، فـيتعظوا وينزجروا . وقوله { كَمْ } إذا قُرىء { يهْدِ } بـالـياء ، فـي موضع رفع بـيهد . وأما إذا قرىء ذلك بـالنون « أوَ لَـمْ نَهْدِ » فإن موضع « كم » وما بعدها نصب . وقوله : { يَـمْشونَ فِـي مَساكِنهمْ } يقول تعالـى ذكره : أو لـم يبـين لهن كثرة إهلاكنا القرون الـماضية من قبلهم يـمشون فـي بلادهم وأرضهم ، كعاد وثمود . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أو لَـمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهمْ مِنَ القُرُونِ } عاد وثمود وأنهم إلـيهم لا يُرجعون . وقوله : { إنَّ فِـي ذلكَ لآياتٍ } يقول تعالـى ذكره : إن فـي خلاء مساكن القرون الذين أهلكناهم من قبل هؤلاء الـمكذّبـين بآيات الله من قريش من أهلها الذين كانوا سكانها وعمَّارها بإهلاكنا إياهم لـما كذّبوا رسلنا ، وجحدوا بآياتنا ، وعبدوا من دون الله آلهة غيره التـي يـمرّون بها فـيعاينونها ، لآيات لهم وعظات يتعظون بها ، لو كانوا أولـي حجا وعقول . يقول الله : { أفَلا يَسْمَعُونَ } عظات الله وتذكيره إياهم آياته ، وتعريفهم مواضع حججه ؟