Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 30-30)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لأزواج النبـيّ صلى الله عليه وسلم : { يا نِساء النَّبِـيّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بفـاحِشَةٍ مَبَـيِّنَةٍ } يقول : من يزن منكنّ الزنى الـمعروف الذي أوجب الله علـيه الـحدّ ، يضاعف لها العذاب علـى فجورها فـي الآخرة ضعفـين علـى فجور أزواج الناس غيرهم ، كما : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَـيْنِ } قال : يعنـي عذاب الآخرة . واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار : { يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ } بـالألف ، غير أبـي عمرو ، فإنه قرأ ذلك : « يُضَعَّفْ » بتشديد العين تأوّلاً منه فـي قراءته ذلك أن يضعَّف ، بـمعنى : تضعيف الشيء مرّة واحدة ، وذلك أن يجعل الشيء شيئين ، فكأن معنى الكلام عنده : أن يجعل عذاب من يأتـي من نساء النبـيّ صلى الله عليه وسلم بفـاحشة مبـينة فـي الدنـيا والآخرة ، مثلـي عذاب سائر النساء غيرهنّ ، ويقول : إنَّ { يُضَاعَفْ } بـمعنى أنْ يجْعَل إلـى الشيء مثلاه ، حتـى يكون ثلاثة أمثاله فكأن معنى من قرأ { يُضَاعَفْ } عنده كان أن عذابها ثلاثة أمثال عذاب غيرها من النساء من غير أزواج النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، فلذلك اختار « يضعَّف » علـى يضاعف . وأنكر الآخرون الذين قرءوا ذلك يضاعف ما كان يقول فـي ذلك ، ويقولون : لا نعلـم بـين : ويُضاعَفْ ويُضَعَّفْ فرقاً . والصواب من القراءة فـي ذلك ما علـيه قرّاء الأمصار ، وذلك { يُضَاعَفْ } . وأما التأويـل الذي ذهب إلـيه أبو عمرو ، فتأويـل لا نعلـم أحداً من أهل العلـم ادّعاه غيره ، وغير أبـي عُبـيدة معمر بن الـمثنى ، ولا يجوز خلاف ما جاءت به الـحجة مـجمعة علـيه بتأويـل لا برهان له من الوجه الذي يجب التسلـيـم له . وقوله { وكانَ ذلكَ على اللّهِ يَسِيراً } يقول تعالى ذكره : وكانت مضاعفة العذاب على من ذلك منهن على الله يسيراً ، والله أعلم .