Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 38-38)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ما كان علـى النبـيّ من حرج من إثم فـيـما أحلّ الله له من نكاح امرأة من تَبَنَّاه بعد فراقه إياها ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ما كانَ علـى النَّبِـيّ مِنْ حَرَجٍ فِـيـما فَرَضَ للَّهُ لَهُ } : أي أحلّ الله له . وقوله : { سُنَّةَ اللَّهِ فِـي الَّذِينَ خَـلَوْا مِنْ قَبْلِ } يقول : لـم يكن الله تعالـى لُـيؤْثِم نبـيه فـيـما أحلّ له مثالَ فعله بـمن قبله من الرسل الذين مضوا قبله فـي أنه لـم يؤثمهم بـما أحلّ لهم ، لـم يكن لنبـيه أن يخشى الناس فـيـما أمره به أو أحله له . ونصب قوله : { سُنَّةَ اللَّهِ } علـى معنى : حقاً من الله ، كأنه قال : فعلنا ذلك سَنَّةً منا . وقوله : { وكانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً } يقول : وكان أمر الله قضاء مقضياً . وكان ابن زيد يقول فـي ذلك ما : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وكانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً } إن الله كان علـمه معه قبل أن يخـلق الأشياء كلها ، فأتـمه فـي علـمه أن يخـلق خـلقاً ، ويأمرهم وينهاهم ، ويجعل ثوابـاً لأهل طاعته ، وعقابـاً لأهل معصيته فلـما ائتـمر ذلك الأمر قدّره ، فلـما قدّره كتب وغاب علـيه ، فسماه الغيب وأمّ الكتاب ، وخـلق الـخـلق علـى ذلك الكتاب أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم ، وما يصيبهم من الأشياء من الرخاء والشدّة من الكتاب الذي كتبه أنه يصيبهم وقرأ : { أُولَئِكَ يَنالَهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حتَّـى إذَا نَفِدَ ذَلكَ جَاءَتْهُمْ رُسُلَنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } ، وأمر الله الذي ائتـمر قدره حين قدره مقدراً ، فلا يكون إلا ما فـي ذلك ، وما فـي ذلك الكتاب ، وفـي ذلك التقدير ، ائتـمر أمرا ثم قدره ، ثم خـلق علـيه ، فقال : كان أمر الله الذي مضى وفرغ منه ، وخـلق علـيه الـخـلق { قَدَراً مَقْدُوراً } شاء أمراً لـيـمضي به أمره وقدره ، وشاء أمراً يرضاه من عبـاده فـي طاعته فلـما أن كان الذي شاء من طاعته لعبـاده رضيه لهم ، ولـما أن كان الذي شاء أراد أن ينفذ فـيه أمره وتدبـيره وقدره ، وقرأ : { وَلَقَدْ ذَرأْنا لِـجَهَنَّـمَ كَثِـيراً مِنَ الـجِنّ وَالإنْسِ } فشاء أن يكون هؤلاء من أهل النار ، وشاء أن تكون أعمالهم أعمال أهل النار ، فقال : { وكَذلكَ زَيَّنا لِكُلّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ } وقال : { وكذلكَ زَيَّنَ لِكَثِـيرٍ مِنَ الـمُشْرِكِينَ قَتْلَ أوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِـيُرْدُوهُمْ وَلِـيَـلْبِسُوا عَلَـيْهِمْ دِينَهُمْ } هَذِهِ أعمالُ أهْلُ النَّار { وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما فَعَلُوهُ } ، قال : { وكَذلكَ جَعَلْنا لِكُلّ نَبِـيّ عَدُوًّا شَياطِينَ … } إلـى قوله : { وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ } وقرأ : { وأقْسَمُوا بـاللَّهِ جَهْدَ أيـمانِهِمْ … } إلـى { كُلّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِـيُؤْمِنُوا إلاَّ أنْ يَشاءَ اللَّهُ } أن يؤمنوا بذلك ، قال : فأخرجوه من اسمه الذي تسمَّى به ، قال : هو الفعَّال لـما يريد ، فزعموا أنه ما أراد .