Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 60-61)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : لئن لـم ينته أهل النفـاق ، الذين يستسرّون الكفر ، ويظهرون الإيـمان { وَالَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } يعنـي : ريبة من شهوة الزنا وحبّ الفجور . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو بن علـيّ ، قال : ثنا أبو عبد الصمد ، قال : ثنا مالك بن دينار ، عن عكرِمة ، فـي قوله : { لَئِنْ لَـمْ يَنْتهِ الـمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } قال : هم الزناة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الأعلـى ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } قال : شهوة الزنا . قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا أبو صالـح التـمار ، قال : سمعت عكرِمة فـي قوله : { فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } قال : شهوة الزنا . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة عمن حدثه ، عن أبـي صالـح { وَالَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } قال : الزناة . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { لَئِنْ لَـمْ يَنْتَهِ الـمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } … الآية ، قال : هؤلاء صنف من الـمنافقـين { وَالَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } أصحاب الزنا ، قال : أهل الزنا من أهل النفـاق الذين يطلبون النساء فـيبتغون الزنا . وقرأ : { فَلا تَـخْضَعْنَ بـالقَوْلِ فَـيَطْمَعَ الَّذِي فِـي قَلْبِهِ مَرَضٌ } قال : والـمنافقون أصناف عشرة فـي براءة ، قال : فـالذين فـي قلوبهم مرض صنف منهم مرض من أمر النساء . وقوله : { وَالـمُرْجِفُونَ فِـي الـمَدِينَةِ } يقول : وأهل الإرجاف فـي الـمدينة بـالكذب والبـاطل . وكان إرجافهم فـيـما ذُكر كالذي : حدثنـي بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { لَئِنْ لَـمْ يَنْتَهِ الـمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالـمُرْجِفُونَ فِـي الـمَدِينَةِ } … الآية ، الإرجاف : الكذب الذي كان نافقه أهل النفـاق ، وكانوا يقولون : أتاكم عدد وعدّة . وذكر لنا أن الـمنافقـين أرادوا أن يظهروا ما فـي قلوبهم من النفـاق ، فأوعدهم الله بهذه الآية ، قوله : { لَئِنْ لَـمْ يَنْتَهِ الـمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِـي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } … الآية فلـما أوعدهم الله بهذه الآية كتـموا ذلك وأسرّوه . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { وَالـمُرْجِفُونَ فِـي الـمَدِينَةِ } هم أهل النفـاق أيضاً الذين يرجفون برسول الله صلى الله عليه وسلم وبـالـمؤمنـين . وقوله : { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } يقول : لنسلطنك علـيهم ولنـحرّشنك بهم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } يقول : لنسلطنك علـيهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } : أي لنـحملنك علـيهم لنـحرشنك بهم . قوله : { ثُمَّ لا يُجاوِرونكَ فِـيها إلاَّ قَلِـيلاً } يقول : ثم لننفـينهم عن مدينتك فلا يسكنون معك فـيها إلا قلـيلاً من الـمدة والأجل ، حتـى تنفـيهم عنها ، فنـخرجهم منها ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ثُمَّ لا يُجاوِرونَكَ فِـيها إلاَّ قَلِـيلاً } أي بـالـمدينة . وقوله : { مَلْعُونِـينَ إيْنَـما ثُقِـفُوا أخذوا وَقُتِّلُوا تَقْتِـيلاً } يقول تعالـى ذكره : مطرودين منفـيـين { أينـما ثقـفوا } يقول : حيثما لقوا من الأرض أخذوا وقتلوا لكفرهم بـالله تقتـيلاً . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { مَلْعُونِـينَ } علـى كلّ حال { أيْنَـما ثُقِـفُوا } أخذوا { وَقُتِّلُوا تَقْتِـيلاً } إذا هم أظهروا النفـاق . ونصب قوله : { مَلْعُونِـينَ } علـى الشتـم ، وقد يجوز أن يكون القلـيـل من صفة الـملعونـين ، فـيكون قوله ملعونـين مردوداً علـى القلـيـل ، فـيكون معناه : ثم لا يجاورونك فـيها إلا أقلاء ملعونـين يقتلون حيث أصيبوا .