Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 54-54)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وحيـل بـين هؤلاء الـمشركين حين فزعوا ، فلا فوت ، وأخذوا من مكان قريب ، فقالوا آمنا به { وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } حينئذ من الإيـمان بـما كانوا به فـي الدنـيا قبل ذلك يكفرون ولا سبـيـل لهم إلـيه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي إسماعيـل بن حفص الأبلـي ، قال : ثنا الـمعتـمر ، عن أبـي الأشهب ، عن الـحسن ، فـي قوله : { وَحيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } قال : حيـل بـينهم وبـين الإيـمان بـالله . حدثنا ابن بِشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفـيان ، عن عبد الصمد ، قال : سمعت الـحسن ، وسئل عن هذه الآية { وَحِيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } قال : حيـل بـينهم وبـين الإيـمان . حدثنـي ابن أبـي زياد ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا أبو الأشهب ، عن الـحسن { وَحِيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } قال : حيـل بـينهم وبـين الإيـمان . حدثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { وَحِيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } قال : من الرجوع إلـى الدنـيا لـيتوبوا . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَحِيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } كان القوم يشتهون طاعة الله أن يكونوا عملوا بها فـي الدنـيا حين عاينوا ما عاينوا . حدثنا الـحسن بن واضح ، قال : ثنا الـحسن بن حبـيب ، قال : ثنا أبو الأشهب ، عن الـحسن ، فـي قوله : { وَحِيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } قال : حيـل بـينهم وبـين الإيـمان . وقال آخرون : معنى ذلك : وحيـل بـينهم وبـين ما يشتهون من مال وولد وزهرة الدنـيا . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى قال : ثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله : { وَحِيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } قال : من مال أو ولد أو زهرة . حدثنـي يونس ، قال : قال أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَحِيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } قال : فـي الدنـيا التـي كانوا فـيها والـحياة . وإنـما اخترنا القول الذي اخترناه فـي ذلك ، لأن القوم إنـما تَـمَنَّوا حين عاينوا من عذاب الله ما عاينوا ، ما أخبر الله عنهم أنهم تَـمَنَّوه ، وقالوا آمنا به ، فقال الله : وأنى لهم تَناوُش ذلك من مكان بعيد ، وقد كفروا من قبل ذلك فـي الدنـيا . فإذا كان ذلك كذلك ، فلأن يكون قوله : { وَحِيـلَ بَـيْنَهُم وَبَـينَ ما يَشْتَهُونَ } خبراً عن أنه لا سبـيـل لهم إلـى ما تـمنوه أولـى من أن يكون خبراً عن غيره . وقوله : { كمَا فُعِلَ بأشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ } يقول فعلنا بهؤلاء الـمشركين ، فحلنا بـينهم وبـين ما يشتهون من الإيـمان بـالله عند نزول سَخَط الله بهم ، ومعاينتهم بأسه كما فعلنا بأشياعهم علـى كفرهم بـالله من قبلهم من كفـار الأمـم ، فلـم نقبل منهم إيـمانهم فـي ذلك الوقت ، كما لـم نقبل فـي مثل ذلك الوقت من ضُرَبـائهم . والأشياع : جمع شِيَع ، وشِيَع : جمع شيعة ، فأشياع جمع الـجمع . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح { كمَا فُعِلَ بأشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ } قال الكفـار من قبلهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { كمَا فُعِلَ بأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ } أي فـي الدنـيا كانوا إذا عاينوا العذاب لـم يُقبل منهم إيـمان . وقوله : { إنَّهُمْ كانُوا فِـي شَكَ مُرِيبٍ } يقول تعالـى ذكره : وحيـل بـين هؤلاء الـمشركين حين عاينوا بأس الله ، وبـين الإيـمان : إنهم كانوا قبل فـي الدنـيا فـي شكّ من نزول العذاب الذي نزل بهم وعاينوه ، وقد أخبرهم نبـيهم أنهم إن لـم ينـيبوا مـما هم علـيه مقـيـمون من الكفر بـالله ، وعبـادة الأوثان أن الله مُهْلِكهم ، ومُـحِلُّ بهم عقوبته فـي عاجل الدنـيا ، وآجل الآخرة قبل نزوله بهم { مريب } يقول : موجب لصاحبه الذي هو به ما يَرِيبه من مكروه ، من قولهم : قد أراب الرجل : إذا أتـى ريبة وركب فـاحشة كما قال الراجز : @ يا قَوْمُ مالـي وأبـا ذُؤَيْبِ ؟ كُنْتُ إذا أتَوْتُهُ مِنْ غَيْبِ يَشُمُّ عِطْفِـي وَيَبَزُّ ثَوْبِـيِ كأنَّـمَا أرَبْتُهُ بِرَيْبِ @@ يقول : كأنـما أتـيت إلـيه ريبة .