Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 4-5)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : وإن يكذّبك يا مـحمد هؤلاء الـمشركون بـالله من قومك فلا يحزننك ذاك ، ولا يعظم علـيك ، فإن ذلك سنة أمثالهم من كفرة الأمـم بـالله ، من قبلهم ، وتكذيبهم رسل الله التـي أرسلها إلـيهم من قبلك ، ولن يعدو مشركو قومك أن يكونوا مثلهم ، فـيتبعوا فـي تكذيبك منهاجهم ، ويسلكوا سبـيـلهم { وَإلـى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } يقول تعالـى ذكره : وإلـى الله مرجع أمرك وأمرهم ، فمـحلّ بهم العقوبة ، إن هم لـم ينـيبوا إلـى طاعتنا فـي اتبـاعك ، والإقرار بنبوّتك ، وقبول ما دعوتهم إلـيه من النصيحة ، نظير ما أحللنا بنظرائهم من الأمـم الـمكذّبة رسلها قبلك ، ومنـجِّيك وأتبـاعك من ذلك ، سنتنا بـمن قبلك فـي رسلنا وأولـيائنا . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنْ يُكَذّبوكَ فَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ } يعزّي نبـيه كما تسمعون . وقوله : { يا أيها النَّاسُ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقّ } يقول تعالـى ذكره لـمشركي قريش ، الـمكذّبـي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس إن وعد الله إياكم بأسه علـى إصراركم علـى الكفر به ، وتكذيب رسوله مـحمد صلى الله عليه وسلم ، وتـحذيركم ، وتـحذيركم نزول سطوته بكم علـى ذلك حقّ ، فأيقنوا بذلك ، وبـادروا حلول عقوبتكم بـالتوبة والإنابة إلـى طاعة الله والإيـمان به وبرسوله { فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الـحَياةُ الدُّنْـيا } يقول : فلا يغرّنكم ما أنتـم فـيه من العيش فـي هذه الدنـيا ورياستكم التـي تترأسون بها فـي ضعفـائكم فـيها عن اتبـاع مـحمد والإيـمان { وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بـاللَّهِ الغَرُورُ } يقول : ولا يخدعنكم بـالله الشيطان ، فـيـمنـيكم الأمانـيّ ، ويعدكم من الله العدات الكاذبة ، ويحملكم علـى الإصرار علـى كفركم بـالله ، كما : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بـاللّهِ الغَرُورُ } يقول : الشيطان .