Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 65-65)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي تعالـى ذكره بقوله : { الْـيَوْمَ نَـخْتِـمُ عَلـى أفْوَاهِهِمْ } : الـيوم نطبع علـى أفواه الـمشركين ، وذلك يوم القـيامة { وَتُكَلِّـمُنا أيْدِيهِمْ } بـما عملوا فـي الدنـيا من معاصي الله { وَتَشْهَدُ أرْجُلُهُمْ } قـيـل : إن الذي ينطق من أرجلهم : أفخاذهم من الرجل الـيُسرى { بَـمَا كانُوا يَكْسِبُونَ } فـي الدنـيا من الآثام . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا ابن علـية ، قال : ثنا يونس بن عبـيد ، عن حميد بن هلال ، قال : قال أبو بردة : قال أبو موسى : يدعى الـمؤمن للـحساب يوم القـيامة ، فـيعرض علـيه ربُّه عمله فـيـما بـينه وبـينه ، فـيعترف فـيقول : نعم أي ربّ عملت عملت عملت ، قال : فـيغفر الله لهم ذنوبه ، ويستره منها ، فما علـى الأرض خـلـيقة ترى من تلك الذنوب شيئاً ، وتبدو حسناته ، فودّ أن الناس كلهم يرونها ويدَعى الكافر والـمنافق للـحساب ، فـيعرض علـيه ربه عمله فـيجحده ، ويقول : أي ربّ ، وعزّتك لقد كتب علـيَّ هذا الـملك ما لـم أعمل ، فـيقول له الـملك : أما عملت كذا فـي يوم كذا فـي مكان كذا ؟ فـيقول : لا وعزّتك أي ربّ ، ما عملته ، فإذا فعل ذلك ختـم علـى فـيه . قال الأشعري : فإنـي أحسب أوّل ما ينطق منه لفخذه الـيـمنى ، ثم تلا : { الـيَوْمَ نَـخْتِـمُ عَلـى أفْوَاهِهِمْ وتُكَلِّـمُنا أيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أرْجُلُهُمْ بِـمَا كانُوا يَكْسِبُونَ } . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنـي يحيى ، عن أبـي بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن الشعبـيّ ، قال : يقال للرجل يوم القـيامة : عملت كذا وكذا ، فـيقول : ما عملت ، فـيختـم علـى فـيه ، وتنطق جوارحه ، فـيقول لـجوارحه : أبعدكنّ الله ، ما خاصمت إلا فـيكنّ . حدثنا بشر ، قلا : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { الْـيَوْمَ نَـخْتِـمُ عَلـى أفْوَاهِهِمْ } … الآية ، قال : قد كانت خصومات وكلام ، فكان هذا آخره ، { وَخَتَـمَ علـى أفْوَاهِهِمْ } . حدثنـي مـحمد بن عوف الطائي ، قال : ثنا ابن الـمبـارك ، عن ابن عياش ، عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبـيد ، عن عقبة بن عامر ، أنه سمع النبـيّ صلى الله عليه وسلم يقول : " أوَّلُ شَيْءٍ يَتَكَلَّـمُ مِنَ الإنْسانِ ، يَوْمَ يَخْتِـمُ اللّهُ علـى الأَفْوَاهِ ، فَخِذُهُ مِنْ رِجْلِهِ الـيُسْرَى " .