Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 114-116)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ولقد تفضلنا علـى موسى وهارون ابنـي عمران ، فجعلناهما نبـيـين ، ونـجيناهما وقومهما من الغم والـمكروه العظيـم الذي كانوا فـيه من عُبودة آل فرعون ، ومـما أهلكنا به فرعون وقومه من الغرق . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { وَنَـجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الكَرْبِ العَظِيـمِ } قال : من الغرق . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَنَـجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الكَرْبِ العَظِيـمِ } : أي من آل فرعون . وقوله : { وَنَصَرْناهُمْ } يقول : ونصرنا موسى وهارون وقومهما علـى فرعون وآله بتغريقناهم ، { فَكانُوا هُمُ الغالِبِـينَ } لهم . وقال بعض أهل العربـية : إنـما أُريد بـالهاء والـميـم فـي قوله : { وَنَصَرْناهُمْ } موسى وهارون ، ولكنها أُخرجت علـى مخرج مكنـّى الـجمع ، لأن العرب تذهب بـالرئيس كالنبـيّ والأمير وشبهه إلـى الـجمع بجنوده وأتبـاعه ، وإلـى التوحيد لأنه واحد فـي الأصل ، ومثله : { علـى خَوْفٍ من فرعَوْنَ ومَلَئهم } وفـي موضع آخر : وملئه . قال : وربـما ذهبت العرب بـالاثنـين إلـى الـجمع كما تذهب بـالواحد إلـى الـجمع ، فتـخاطب الرجل ، فتقول : ما أحسنتـم ولا أجملتـم ، وإنـما تريده بعينه ، وهذا القول الذي قاله هذا الذي حكينا قوله فـي قوله : { وَنَصَرْناهُمْ } وإن كان قولاً غير مدفوع ، فإنه لا حاجة بنا إلـى الاحتـيال به لقوله : { وَنَصَرْناهُمْ } ، لأن الله أتبع ذلك قوله : { وَنَـجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الكَرْبِ العَظِيـمِ } ثم قال : { وَنَصَرْناهُمْ } يعنـي : هما وقومهما ، لأن فرعون وقومه كانوا أعداء لـجميع بنـي إسرائيـل ، قد استضعفوهم ، يذبحون أبناءهم ، ويستـحيون نساءهم ، فنصرهم الله علـيهم ، بأن غرّقهم ونـجَّى الآخرين .