Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 161-164)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : { فإنَّكُمْ } أيها الـمشركون بـالله { وَما تَعْبُدُونَ } من الآلهة والأوثان { ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بِفـاتِنِـينَ } يقول : ما أنتـم علـى ما تعبدون من دون الله بفـاتنـين : أي بـمضِلِّـينَ أحداً { إلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الـجَحِيـمِ } يقول : إلا أحداً سبق فـي علـمي أنه صال الـجحيـم . وقد قـيـل : إن معنى { عَلَـيْهِ } فـي قوله : { ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بِفـاتِنِـينَ } بـمعنى به . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فإنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بفـاتِنِـينَ } يقول : لا تضلون أنتـم ، ولا أضلّ منكم إلا من قد قضيت أنه صالِ الـجحيـم . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بِفـاتِنِـينَ إلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الـجَحِيـمِ } يقول : ما أنتـم بفـاتنِـين علـى أوثانكم أحداً ، إلا من قد سبق له أنه صالِ الـجحيـم . حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا ابن عُلَـية ، عن خالد ، قال : قلت للـحسن ، قوله : { ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بِفـاتِنِـينَ إلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الـجَحِيـمِ } إلا من أوجب الله علـيه أن يَصْلـى الـجحيـم . حدثنا علـيّ بن سهل ، قال : ثنا زيد بن أبـي الزرقاء ، عن حماد بن سلـمة ، عن حميد ، قال : سألت الـحسن ، عن قول الله : { ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بِفـاتِنـينَ إلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الـجَحِيـمِ } قال : ما أنتـم علـيه بـمضلِّـين إلا من كان فـي علـم الله أنه سيصْلَـى الـجحيـم . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن منصور ، عن إبراهيـم { ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بفـاتِنِـينَ إلا مَنْ هُوَ صَالِ الـجَحِيـمِ } : إلا من قدر علـيه أنه يَصْلَـى الـجحيـم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن العشرة الذين دخـلوا علـى عمر بن عبد العزيز ، وكانوا متكلـمين كلهم ، فتكلـموا ، ثم إن عمر بن عبد العزيز تكلـم بشيء ، فظننا أنه تكلـم بشيء ردّ به ما كان فـي أيدينا ، فقال لنا : هل تعرفون تفسير هذه الآية : { فإنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بفـاتِنـينَ إلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الـجَحِيـمِ } قال : إنكم والآلهة التـي تعبدونها لستـم بـالذي تفتنون علـيها إلا من قَضَيْت علـيه أنه يصلـى الـجحيـم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيـم { إلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الـجَحِيـمِ } قال : ما أنتـم بـمضلـين إلا من كتب علـيه أنه يصلـى الـجحيـم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فإنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ } حتـى بلغ : { صالِ الـجَحِيـمِ } يقول : ما أنتـم بـمضلـين أحداً من عبـادي ببـاطلكم هذا ، إلا من تولاَّكم بعمل النار . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط عن السديّ { ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بفـاتِنِـينَ } بـمضلـين { إلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الـجَحِيـمِ } إلا من كتب الله أنه يصلـى الـجحيـم . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بِفـاتِنِـينَ إلاَّ مَنْ هُوَ صَالٍ الـجَحِيـمٍ } يقول : لا تضلون بآلهتكم أحداً إلا من سبقت له الشقاوة ، ومن هو صال الـجحيـم . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { فإنَّكُمْ وَما تَعْبُدونَ ما أنْتُـمْ عَلَـيْهِ بفـاتِنِـينَ إلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الـجَحِيـمِ } يقول : لا تفتنون به أحداً ، ولا تضلونه ، إلا من قضى الله أنه صال الـجحيـم ، إلا من قد قضى أنه من أهل النار . وقـيـل : { بفـاتِنِـينَ } من فتنت أفتن ، وذلك لغة أهل الـحجاز ، وأما أهل نـجد فإنهم يقولون : أفتنته فأنا أفتنه . وقد ذُكر عن الـحسن أنه قرأ : « إلاَّ مَنْ هُوَ صَالُ الـجَحِيـمِ » برفع اللام من « صال » ، فإن كان أراد بذلك الـجمع كما قال الشاعر : @ إذَا ما حاتِـمٌ وُجِدَ ابْنَ عَمِّي مَـجْدَنا مِنْ تَكَلَّـمُ أجْمَعِينا @@ فقال : أجمعينا ، ولـم يقل : تكلـموا ، وكما يقال فـي الرجال : من هو إخوتك ، يذهب بهو إلـى الاسم الـمـجهول ويخرج فعله علـى الـجمع ، فذلك وجه وإن كان غيره أفصح منه وإن كان أراد بذلك واحداً فهو عند أهل العربـية لـحن ، لأنه لـحن عندهم أن يقال : هذا رامٌ وقاضٌ ، إلا أن يكون سمع فـي ذلك من العرب لغة مقلوبة ، مثل قولهم : شاكُ السلاح ، وشاكي السلاح ، وعاث وعثا وعاق وعقا ، فـيكون لغة ، ولـم أسمع أحداً يذكر سماع ذلك من العرب . وقوله : { وَما مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ } وهذا خبر من الله عن قِـيـل الـملائكة أنهم قالوا : وما منا معشر الـملائكة إلا من له مقام فـي السماء معلوم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { وَما مِنَّا إلاَّ لَهُ مُقامٌ مَعْلُومٌ } قال : الـملائكة . حدثنـي يونس ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ فـي قوله : { وَما مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ } قال الـملائكة . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَما مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ } هؤلاء الـملائكة . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { وَإنَّا لَنَـحْنُ الصَّافُّونَ وَإنَّا لَنَـحْنُ الـمُسَبِّحُونَ } كان مسروق بن الأجدع يروي عن عائشة أنها قالت : قال نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم : " ما فِـي سَماءِ الدُّنـيْا مَوْضِعُ قَدَمٍ إلاَّ عَلَـيهِ مَلَكٌ ساجِدٌ أوْ قَائمٌ " . فذلك قول الـملائكة : { وَما مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ وَإنَّا لَنَـحْنُ الصَّافُونَ وَإنَّا لَنَـحْنُ الـمُسَبِّحُونَ } حدثنـي موسى بن إسحاق الـجبَائيُّ الـمعروف بـابن القوّاس ، قال : ثنا يحيى بن عيسى الرملـي ، عن الأعمش عن أبـي يحيى ، عن مـجاهد ، عن ابن عبـاس ، قال : لو أن قطرة من زقوم جهنـم أنزلت إلـى الدنـيا ، لأفسدت علـى الناس معايشهم ، وإن ناركم هذه لتعوّذ من نار جهنـم . حدثنا موسى بن إسحاق ، قال : ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : قال عبد الله بن مسعود : إن ناركم هذه لـما أنزلت ، ضُرِبت فـي البحر مرّتـين ففترت ، فلولا ذلك لـم تنتفعوا بها .