Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 178-182)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : وأعرض يا مـحمد عن هؤلاء الـمشركين ، وخـلِّهم وقريتهم علـى ربهم { حتَّـى حِينٍ } يقول : إلـى حين يأذن الله بهلاكهم { وأبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } يقول : وانظرهم فسوف يَروْن ما يحلّ بهم من عقابنا فـي حين لا تنفعهم التوبة ، وذلك عند نزول بأس الله بهم . وقوله : { سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } يقول تعالـى ذكره تنزيهاً لربك يا مـحمد وتبرئة له . { رَبّ العزّة } يقول : ربّ القوّة والبطش { عَمَّا يَصِفُونَ } يقول : عمَّا يصف هؤلاء الـمفترون علـيه من مشركي قريش ، من قولهم ولد الله ، وقولهم : الـملائكة بنات الله ، وغير ذلك من شركهم وفِرْيتهم علـى ربهم ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { سُبْحانَ رَبِّكَ رَبّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } : أي عما يكذبون يسبح نفسه إذا قـيـل علـيه البُهتان . وقوله : { وَسَلامٌ علـى الـمُرْسَلِـينَ } يقول : وأمنَة من الله للـمرسلـين الذين أرسلهم إلـى أمـمهم الذي ذكرهم فـي هذه السورة وغيرهم من فزع يوم العذاب الأكبر ، وغير ذلك من مكروه أن ينالهم من قِبل الله تبـارك وتعالـى . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَسَلامٌ علـى الـمُرْسَلِـينَ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذَا سَلَّـمْتُـمْ عَلـيَّ فَسَلِّـمُوا عَلـى الـمُرْسَلِـينَ ، فإنَّـمَا أنا رَسُولٌ مِنَ الـمُرْسَلِـينَ " . { والـحَمْدُ لِلّهِ رَبّ العالَـمِينَ } يقول تعالـى ذكره : والـحمد لله ربّ الثَّقَلـين الـجن والإنس ، خالصاً دون ما سواه ، لأن كلّ نعمة لعبـاده فمنه ، فـالـحمد له خالص لا شريك له ، كما لا شريك له فـي نعمه عندهم ، بل كلها من قِبَله ، ومن عنده .