Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 24-27)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : { وَقِـفُوهُمْ } : احبسوهم : أي احبسوا أيها الـملائكة هؤلاء الـمشركين الذين ظلـموا أنفسهم وأزواجهم ، وما كانوا يعبدون من دون الله من الآلهة { إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } فـاختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي يأمر الله تعالـى ذكره بوقـفهم لـمسألتهم عنه ، فقال بعضهم : يسألهم هل يعجبهم ورود النار . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن سلـمة بن كهيـل ، قال : ثنا أبو الزعراء ، قال : كنا عند عبد الله ، فذكر قصة ، ثم قال : يتـمثل الله للـخـلق فـيـلقاهم ، فلـيس أحد من الـخـلق كان يعبد مِن دون الله شيئاً إلا وهو مرفوع له يتبعه قال : فـيـلقـى الـيهود فـيقول : من تعبدون ؟ فـيقولون : نعبد عُزَيراً ، قال : فـيقول : هل يسرّكم الـماء ؟ فـيقولون : نعم ، فـيريهم جهنـم وهي كهيئة السَّراب ، ثم قرأ : { وَعَرَضْنا جَهَنَّـمَ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً } قال : ثم يـلقـى النصارَى فـيقول : من تعبدون ؟ فـيقولون : الـمسيح ، فـيقول : هل يسرّكم الـماء ؟ فـيقولون : نعم ، فـيريهم جهنـم ، وهي كهيئة السراب ، ثم كذلك لـمن كان بعبد من دون الله شيئاً ، ثم قرأ عبد الله { وَقـفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } . وقال آخرون : بل ذلك للسؤال عن أعمالهم . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا معتـمر ، عن لـيث ، عن رجل ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أيُّـمَا رَجُلٍ دَعا رَجُلاً إلـى شَيْءٍ كانَ مَوْقُوفـاً لازِماً بِهِ ، لا يُغادِرُهُ ، وَلا يُفـارقُهُ " ثُمَّ قَرأ هَذِهِ الآيَةَ : { وَقِـفُوهُمْ إنَّهُم مَسْئُولُونَ } . وقال آخرون : بل معنى ذلك : وقـفوا هؤلاء الذين ظلـموا أنفسهم وأزواجهم إنهم مسئلون عما كانوا يعبدون من دون الله . وقوله : { مالَكُمْ لا تَناصَرُونَ } يقول : مالكم أيها الـمشركون بـالله لا ينصر بعضكم بعضاً { بَلْ هُمُ الـيوْمَ مُسْتَسْلِـمُونَ } يقول : بل هم الـيوم مستسلـمون لأمر الله فـيهم وقضائه ، موقنون بعذابه ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ } لا والله لا يتناصرون ، ولا يدفع بعضهم عن بعض { بَلْ هُمُ الـيَوْمَ مُسْتَسْلِـمُونَ } فـي عذاب الله . وقوله : { وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ } قـيـل : معنى ذلك : وأقبل الإنس علـى الـجنّ يتساءلون . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ } الإنسُ علـى الـجنّ .