Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 78-82)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي تعالـى ذكره بقوله : { وَتَركْنا عَلَـيْهِ فِـي الآخِرِينَ } وأبقـينا علـيه ، يعنـي علـى نوح ذكراً جميلاً ، وثناء حسناً فـي الآخِرين ، يعنـي : فـيـمن تأخَّر بعده من الناس يذكرونه به . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَتَركْنا عَلَـيْهِ فِـي الآخِرِينَ } يقول : يُذْكَر بخير . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { وَتَرَكْنا عَلَـيْهِ فِـي الآخِرِينَ } يقول : جعلنا لسان صدق للأنبـياء كُلِّهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَتَرَكْنا عَلَـيْهِ فِـي الآخِرِينَ } قال : أبقـى الله علـيه الثناء الـحسن فـي الآخرين . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { وَتَرَكْنا عَلَـيْهِ فِـي الآخِرِينَ } قال : الثناء الـحسن . وقوله : { سَلامٌ عَلـى نُوحٍ فـي العالَـمِينَ } يقول : أَمَنَة من الله لنوحٍ فـي العالـمين أن يَذْكُره أحد بسوء وسلام مرفوع بعلـى . وقد كان بعض أهل العربـية من أهل الكوفة يقول : معناه : وتركنا علـيه فـي الآخرين ، { سَلامٌ عَلـى نُوحٍ } أي تركنا علـيه هذه الكلـمة ، كما تقول : قرأت من القرآن { الـحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالِـمِينَ } فتكون الـجملة فـي معنى نصب ، وترفعها بـاللام ، كذلك سلام علـى نوح ترفعه بعلـى ، وهو فـي تأويـل نصب ، قال : ولو كان : تركنا علـيه سلاماً ، كان صوابـاً . وقوله : { إنَّا كَذلكَ نَـجْزِي الـمُـحْسَنِـينَ } يقول تعالـى ذكره : إنا كما فعلنا بنوح مـجازاة له علـى طاعتنا وصبره علـى أذى قومه فـي رضانا { فأَنْـجَيْناهُ وأهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظِيـمِ وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ البـاقِـينَ } وأبقـينا علـيه ثناءً فـي الآخرين { كَذلكَ نَـجْزِي } الذين يُحْسنون فـيطيعوننا ، وينتهون إلـى أمرنا ، ويصبرون علـى الأذى فـينا . وقوله : { إنَّهُ مِنْ عِبـادِنا الـمُؤْمِنِـينَ } يقول : إن نوحاً من عبـادنا الذين آمنوا بنا ، فوحدونا ، وأخـلصوا لنا العبـادة ، وأفردونا بـالألوهة . وقوله : { ثُمَّ أغْرَقْنا الآخَرِينَ } يقول تعالـى ذكره : ثم أغرقنا حين نـجَّينا نوحاً وأهله من الكرب العظيـم من بَقِـيَ من قومه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ثُمَّ أغْرَقْنا الآخَرِينَ } قال : أنـجاه الله ومن معه فـي السفـينة ، وأغرق بقـية قومه .