Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 75-76)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : { قالَ } الله لإبلـيس ، إذ لـم يسجد لآدم ، وخالف أمره : { يا إبْلِـيسُ ما مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ } يقول : أيّ شيء منعك من السجود { لِـما خَـلَقْتُ بِـيَدَيَّ } يقول : لـخـلق يديَّ يخبر تعالـى ذكره بذلك أنه خـلق آدم بـيديه ، كما : حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، قال : أخبرنـي عبـيد الـمكتب ، قال : سمعت مـجاهداً يحدّث عن ابن عمر ، قال : خـلق الله أربعة بـيده : العرش ، وعَدْن ، والقلـم ، وآدم ، ثم قال لكلّ شي كن فكان . وقوله : { أسْتَكْبَرْتَ } يقول لإبلـيس : تعظَّمت عن السجود لآدم ، فتركَت السجود له استكبـاراً علـيه ، ولـم تكن من الـمتكبرين العالـين قبل ذلك { أمْ كُنْتَ مِنَ العالِـينَ } يقول : أم كنت كذلك من قبل ذا علوّ وتكُّبر علـى ربك { قالَ أنا خَيْرٌ مِنْهُ خَـلَقْتَنِـي مِنْ نارٍ } يقول جلّ ثناؤه : قال إبلـيس لربه : فعلت ذلك فلـم أسجد للذي أمرتنـي بـالسجود له لأنـي خير منه وكنت خيرا لأنك خـلقتنـي من نار وخـلقته من طين ، والنار تأكل الطين وتُـحرقه ، فـالنار خير منه ، يقول : لـم أفعل ذلك استكبـاراً علـيك ، ولا لأنـي كنت من العالـين ، ولكنـي فعلته من أجل أنـي أشرف منه وهذا تقريع من الله للـمشركين الذين كفروا بـمـحمد صلى الله عليه وسلم ، وأبَوا الانقـياد له ، واتبـاع ما جاءهم به من عند الله استكبـاراً عن أن يكونوا تبعاً لرجل منهم حين قالُوا : { أأُنْزِلَ عَلَـيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَـيْنِنا وهَلْ هَذَا إلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } فقصّ علـيهم تعالـى ذكره قصة إبلـيس وإهلاكه بـاستكبـاره عن السجود لآدم بدعواه أنه خير منه ، من أجل أنه خـلق من نار ، وخـلق آدم من طين ، حتـى صار شيطاناً رجيـماً ، وحقت علـيه من الله لعنته ، مـحذّرهم بذلك أن يستـحقوا بـاستكبـارهم علـى مـحمد ، وتكذيبهم إياه فـيـما جاءهم به من عند الله حسداً ، وتعظماً من اللعن والسخط ما استـحقه إبلـيس بتكبره عن السجود لآدم .