Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 50-51)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : قد قال هذه المقالة يعني قولهم : لنعمة الله التي خولهم وهم مشركون : أوتيناه على علم عندنا { الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } يعني : الذي من قبل مشركي قُرَيش من الأمم الخالية لرسلها ، تكذيباً منهم لهم ، واستهزاء بهم . وقوله : { فَمَا أغْنَى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسَبُونَ } يقول : فلم يغن عنهم حين أتاهم بأس الله على تكذيبهم رسل الله واستهزائهم بهم ما كانوا يكسبون من الأعمال ، وذلك عبادتهم الأوثان . يقول : لم تنفعهم خدمتهم إياها ، ولم تشفع آلهتهم لهم عند الله حينئذ ، ولكنها أسلمتهم وتبرأت منهم . وقوله : { فأَصَابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا } يقول : فأصاب الذين قالوا هذه المقالة من الأمم الخالية ، وبال سيئات ما كسبوا من الأعمال ، فعوجلوا بالخزي في دار الدنيا ، وذلك كقارون الذي قال حين وعظ { إنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُون اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرينَ } يقول الله جل ثناؤه : { وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤلاَءِ } يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : والذين كفروا بالله يا محمد من قومك ، وظلموا أنفسهم وقالوا هذه المقالة سيُصِيبُهُمْ أيضاً وبال { سيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } كما أصاب الذين من قبلهم بقيلهموها { وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ } يقول : وما يفوتون ربهم ولا يسبقونه هربا في الأرض من عذابه إذا نزل بهم ، ولكنه يصيبهم { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِد لِسُنةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } ففعل ذلك بهم ، فأحلّ بهم خزيه في عاجل الدنيا فقتلهم بالسيف يوم بدر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي { قَدْ قَالَها الَّذِينَ مِنَ قَبْلِهِمْ } الأمم الماضية { وَالَّذِينَ ظَلَمُوا } من هؤلاء ، قال : من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .