Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 69-69)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : فأضاءت الأرض بنور ربها ، يقال : أشرقت الشمس : إذا صفت وأضاءت ، وشرقت : إذا طلعت ، وذلك حين يبرز الرحمن لفصل القضاء بين خلقه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأشْرَقَتِ الأرْضُ بنُورِ رَبِّها } قال : فما يتضارُّون في نوره إلا كما يتضارّون في الشمس في اليوم الصحو الذي لا دخن فيه . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وأشْرَقَتِ الأرْضُ بنُورِ رَبِّها } قال : أضاءت . وقوله : { وَوُضِعَ الكِتَابُ } يعني : كتاب أعمالهم لمحاسبتهم ومجازاتهم ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَوُضِعَ الكِتَابُ } قال : كتاب أعمالهم . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَوُضِعَ الكِتابُ } قال : الحساب . وقوله : { وَجِيءَ بالنَّبِيِّينَ والشُّهدَاءِ } يقول : وجيء بالنبيين ليسألهم ربهم عما أجابتهم به أممهم ، وردّت عليهم في الدنيا ، حين أتتهم رسالة الله والشهداء ، يعني بالشهداء : أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، يستشهدهم ربهم على الرسل ، فيما ذكرت من تبليغها رسالة الله التي أرسلهم بها ربهم إلى أممها ، إذ جحدت أممهم أن يكونوا أبلغوهم رسالة الله ، والشهداء : جمع شهيد ، وهذا نظير قول الله : { وكَذلكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ على النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } وقيل : عُني بقوله : الشُّهدَاء : الذين قتلوا في سبيل الله وليس لما قالوا من ذلك في هذا الموضع كبير معنى ، لأن عقيب قوله : { وَجِيءَ بالنَّبِيِّينَ والشهدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحَقّ } ، وفي ذلك دليل واضح على صحة ما قلنا من أنه إنما دعى بالنبيين والشهداء للقضاء بين الأنبياء وأممها ، وأن الشهداء إنما هي جمع شهيد ، الذين يشهدون للأنبياء على أممهم كما ذكرنا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله { وَجِيءَ بالنَّبِيِّينِ وَالشُّهدَاءِ } فإنهم ليشهدون للرسل بتبليغ الرسالة ، وبتكذيب الأمم إياهم . ذكر من قال ما حكينا قوله من القول الآخر : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَجِيءَ بالنَّبِيِّينَ والشهدَاءِ } : الذين استشهدوا في طاعة الله . وقوله : { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحَقّ } يقول تعالى ذكره : وقضي بين النبيين وأممها بالحقّ ، وقضاؤه بينهم بالحق ، أن لا يحمل على أحد ذنب غيره ، ولا يعاقب نفساً إلا بما كسبت .