Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 76-76)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني تعالى ذكره : الذين صدّقوا الله ورسوله وأيقنوا بموعود الله لأهل الإيمان به ، { يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } يقول : في طاعة الله ومنهاج دينه وشريعته التي شرعها لعباده . { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّـٰغُوتِ } يقول : والذين جحدوا وحدانية الله وكذّبوا رسوله وما جاءهم به من عند ربهم ، { يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّـٰغُوتِ } يعني : في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله . يقول الله مقوّياً عزم المؤمنين به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحرّضهم على أعدائه وأعداء دينه من أهل الشرك به . { فَقَـٰتِلُواْ } أيها المؤمنون { أَوْلِيَاء ٱلشَّيْطَـٰنِ } يعني بذلك : الذين يتولونه ويطيعون أمره في خلاف طاعة الله والتكذيب به ، وينصرونه . { وَأَنْ كَيْدَ ٱلشَّيْطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفاً } يعني بكيده : ما كاد به المؤمنين من تحزيبه أولياءه من الكفار بالله على رسوله وأوليائه أهل الإيمان به . يقول : فلا تهابوا أولياء الشيطان ، فإنما هم حزبه وأنصاره ، وحزب الشيطان أهل وهن وضعف . وإنما وصفهم جلّ ثناؤه بالضعف ، لأنهم لا يقاتلون رجاء ثواب ، ولا يتركون القتال خوف عقاب ، وإنما يقاتلون حمية أو حسداً للمؤمنين على ما آتاهم الله من فضله ، والمؤمنون يقاتل من قاتل منهم رجاء العظيم من ثواب الله ، ويترك القتال إن تركه على خوف من وعيد الله في تركه ، فهو يقاتل على بصيرة بما له عند الله إن قتل ، وبما له من الغنيمة والظفر إن سلم . والكافر يقاتل على حذر من القتل ، وإياس من معاد ، فهو ذو ضعف وخوف . ]