Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 43-43)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول : حقاً أن الذي تدعونني إليه من الأوثان ، ليس له دعاء في الدنيا ولا في الآخرة ، لأنه جماد لا ينطق ، ولا يفهم شيئاً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا } قال : الوثن ليس بشيء . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الآخِرَةِ } : أي لا ينفع ولا يضرّ . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : { لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الآخِرَةِ } . وقوله : { وأنَّ مَرَدَّنا إلى اللَّهِ } يقول : وأن مرجعنا ومنقلبنا بعد مماتنا إلى الله { وأنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أصحَابُ النَّارِ } يقول : وإن المشركين بالله المتعدّين حدوده ، القتلة النفوس التي حرّم الله قتلها ، هم أصحاب نار جهنم عند مرجعنا إلى الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في معنى المسرفين في هذا الموضع ، فقال بعضهم : هم سفاكو الدماء بغير حقها . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد ، في قوله : { وإن الُمْسرفين هُمُ أصحابُ النارِ } قال : هم السفاكون الدماء بغير حقها . حدثناعليّ بن سهل ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد في قول الله { وأنَّ المُسْرِفينَ هْمُ أصحابُ النارِ } قال : هم السفاكون الدماء بغير حقها . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وأنَّ المُسْرِفينَ } قال : السفاكون الدماء بغير حقها ، هم أصحاب النار . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أصحابُ النارِ } قال : سماهم الله مسرفين ، فرعون ومن معه . وقال آخرون : هم المشركون . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، { وأنَّ المُسْرِفينَ هُمْ أصحَابُ النَّارِ } : أي المشركون . وقد بيَّنا معنى الإسراف فيما مضى قَبْلُ بما فيه الكفاية من إعادته في هذا الموضع . وإنما اخترنا في تأويل ذلك في هذا الموضع ما اخترنا ، لأن قائل هذا القول لفرعون وقومه ، إنما قصد فرعون به لكفره ، وما كان همّ به من قتل موسى ، وكان فرعون عالياً عاتياً في كفره بالله سفاكاً للدماء التي كان محرّماً عليه سفكها ، وكلّ ذلك من الإسراف ، فلذلك اخترنا ما اخترنا من التأويل في ذلك .