Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 47-48)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { وَأنْذِرْهُم يَوْمَ الآزِفَةِ إذِ القُلُوبُ لَدَى الحَناجِرِ كاظِمِينَ } ، { وإذْ يَتَحاجُّونَ في النَّارِ } يقول : وإذ يتخاصمون في النار . وعني بذلك : إذ يتخاصم الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنذارهم من مشركي قومه في النار ، فيقول الضعفاء منهم وهم المتبعون على الشرك بالله { إنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً } تقول لرؤسائهم الذين اتبعوهم على الضلالة : إنا كنا لكم في الدنيا تبعاً على الكفر بالله { فَهَلْ أنْتُمْ مغْنُونَ } اليوم { عَنَّا نَصِيباً مِن النَّارِ } يعنون حظاً فتخففوه عنا ، فقد كنا نسارع في محبتكم في الدنيا ، ومن قبلكم أتينا ، لولا أنتم لكنا في الدنيا مؤمنين ، فلم يصبنا اليوم هذا البلاء والتبع يكون واحداً وجماعة في قول بعض نحويي البصرة ، وفي قول بعض نحويي الكوفة جمع لا واحد له ، لأنه كالمصدر . قال : وإن شئت كان واحدة تابع ، فيكون مثل خائل وخول ، وغائب وغيب . والصواب من القول في ذلك عندي أنه جمع واحده تابع ، وقد يجوز أن يكون واحداً فيكون جمعه أتباع . فأجابهم المتبوعون بما أخبر الله عنهم قال الذين استكبروا ، وهم الرؤساء المتبوعون على الضلالة في الدنيا : إنا أيها القوم وأنتم كلنا في هذه النار مخلدون ، لا خلاص لنا منها { إنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَينَ العِبادِ } بفصل قضائه ، فأسكن أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، فلا نحن مما نحن فيه من البلاء خارجون ، ولا هم مما فيه من النعيم منتقلون ورفع قوله { كُلّ } بقوله { فِيها } ولم ينصب على النعت . وقد اختلف في جواز النصب في ذلك في الكلام . وكان بعض نحويي البصرة يقول : إذا لم يضف « كلّ » لم يجز الاتباع . وكان بعض نحويي الكوفة يقول : ذلك جائز في الحذف وغير الحذف ، لأن أسماءها إذا حُذفت اكتفي بها منها . وقد بيَّنا الصواب من القول في ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته .