Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 30-30)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ } وحده لا شريك له ، وبرئوا من الآلهة والأنداد ، { ثُمَّ اسْتَقامُوا } على توحيد الله ، ولم يخلطوا توحيد الله بشرك غيره به ، وانتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى . وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاله أهل التأويل على اختلاف منهم ، في معنى قوله : { ثُمَّ اسْتَقامُوا } . ذكر الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : ثنا سالم بن قتيبة أبو قتيبة ، قال : ثنا سهيل بن أبي حزم القطعي ، عن ثابت البنانيّ ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : " قد قالها الناس ، ثم كفر أكثرهم ، فمن مات عليها فهو ممن استقام " . وقال بعضهم : معناه : ولم يشركوا به شيئاً ، ولكن تموا على التوحيد . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن سعيد بن عمران ، قال : قد قرأت عند أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه هذه الآية : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : هم الذين لم يشركوا بالله شيئاً . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان بإسناده ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، مثله . قال ثنا جرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن إدريس ، عن الشيباني ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن الأسود بن هلال ، عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال لأصحابه { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : قالوا : ربنا الله ثم عملوا بها ، قال : لقد حملتموها على غير المحمل { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } الذين لم يعدلوها بشرك ولا غيره . حدثنا أبو كريب وأبو السائب قالا : ثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا الشيباني ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن الأسود بن هلال المحاربي ، قال : قال : أبو بكر : ما تقولون في هذه الآية : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : فقالوا : ربنا الله ثم استقاموا من ذنب ، قال . فقال أبو بكر : لقد حملتم على غير المحمل ، قالوا : ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن ليث ، عن مجاهد { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : أي على : لا إله إلا الله . قال : ثنا حكام عن عمرو ، عن منصور ، عن مجاهد { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : أسلموا ثم لم يشركوا به حتى لحقوا به . قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، قوله { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال هم الذين قالوا ربنا الله لم يشركوا به حتى لقوه . قال : ثنا حكام ، قال : ثنا عمرو ، عن منصور ، عن جامع بن شداد ، عن الأسود بن هلال مثل ذلك . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : تموا على ذلك . حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثنا حفص بن عمر ، قال : ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة قوله : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله . وقال آخرون : معنى ذلك : ثم استقاموا على طاعته . ذكر من قال ذلك : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، قال : ثنا يونس بن يزيد عن الزهري ، قال : تلا عمر رضي الله عنه على المنبر : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : استقاموا والله بطاعته ، ولم يروغوا روغان الثعلب . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال استقاموا على طاعة الله . وكان الحسن إذا تلاها قال : اللهمّ فأنت ربنا فارزقنا الاستقامة . حدثني عليّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } يقول : على أداء فرائضه . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا } قال : على عبادة الله وعلى طاعته . وقوله : { تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ } يقول : تتهبط عليهم الملائكة عند نزول الموت بهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن مجاهد ، في قوله : { تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أنْ لاَ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا } قال : عند الموت . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ } قال : عند الموت . وقوله : { أنْ لاَ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا } يقول : تتنزل عليهم الملائكة بأن لا تخافوا ولا تحزنوا فإن في موضع نصب إذا كان ذلك معناه . وقد ذُكر عن عبد الله أنه كان يقرأ ذلك « تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أنْ لاَ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا » بمعنى : تتنزّل عليهم قائلة : لا تخافوا ، ولا تحزنوا . وعنى بقوله : { لا تَخافُوا } ما تقدمون عليه من بعد مماتكم { وَلا تَحْزَنُوا } على ما تخلفونه وراءكم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { أنْ لاَ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا } قال لا تخافوا ما أمامكم ، ولا تحزنوا على ما بعدكم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا يحيى بن حسان ، عن مسلم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أنْ لاَ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا } قال : لا تخافوا ما تقدمون عليه من أمر الآخرة ، ولا تحزنوا على ما خلفتم من دنياكم من أهل وولد ، فإنا نخلفكم في ذلك كله . وقيل : إن ذلك في الآخرة . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أنْ لاَ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وأبْشِرُوا بالجَنَّةِ } فذلك في الآخرة . وقوله : { وأبْشِرُوا بالجَنَّةِ التي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } يقول : وسرّوا بأن لكم في الآخرة الجنة التي كنتم توعدونها في الدنيا على إيمانكم بالله ، واستقامتكم على طاعته ، كما : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وأبْشِرُوا بالجَنَّةِ التي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } في الدنيا .