Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 19-20)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : الله ذو لطف بعباده ، يرزق من يشاء فيوسع عليه ويقترِّ على من يشاء منهم { وَهُوَ القَوِيُّ } الذي لا يغلبه ذو أيدٍ لشدّته ، ولا يمتنع عليه إذا أراد عقابه بقدرته { العَزِيزُ } في انتقامه إذا انتقم من أهل معاصيه { مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } يقول تعالى ذكره : من كان يريد بعمله الآخرة نزد له في حرثه : يقول : نزد له في عمله الحسن ، فنجعل له بالواحدة عشراً ، إلى ما شاء ربنا من الزيادة { وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنيْا نُؤْتِهِ مِنْها } يقول : ومن كان يريد بعمله الدنيا ولها يسعى لا للآخرة ، نؤته منها ما قسمنا له منها { وما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } يقول : وليس لمن طلب بعمله الدنيا ، ولم يرد الله به في ثواب الله لأهل الأعمال التي أرادوه بأعمالهم في الدنيا حظّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ … } إلى { وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } قال : يقول : من كان إنما يعمل للدنيا نؤته منها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ له فِي حَرْثِهِ ، وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا … } الآية ، يقول : من آثر دنياه على آخرته لم نجعل له نصيباً في الآخرة إلا النار ، ولم نزده بذلك من الدنيا شيئاً إلا رزقاً قد فرغ منه وقسم له . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } قال : من كان يريد الآخرة وعملها نزد له في عمله { وَمنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنيْا نُؤْتِهِ مِنْها … } إلى آخر الآية ، قال : من أراد الدنيا وعملها آتيناه منها ، ولم نجعل له في الآخرة من نصيب الحرث العمل ، من عمل للآخرة أعطاه الله ، ومن عمل للدنيا أعطاه الله . حدثني محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، قوله : { مَنْ كانَ يُرِدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } قال : من كان يريد عمل الآخرة نزد له في عمله . وقوله : { وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } قال : للكافر عذاب أليم .