Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 51-51)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه ربه إلا وحياً يوحي الله إليه كيف شاء ، أو إلهاماً ، وإما غيره { أوْ مِنْ وَرَاءِ حِجابٍ } يقول : أو يكلمه بحيث يسمع كلامه ولا يراه ، كما كلم موسى نبيه صلى الله عليه وسلم { أوْ يُرْسِلَ رَسُولاً } يقول : أو يرسل الله من ملائكته رسولاً ، إما جبرائيل ، وإما غيره { فَيُوحِيَ بإذْنِهِ ما يَشاءُ } يقول : فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن ربه ما يشاء ، يعني : ما يشاء ربه أن يوحيه إليه من أمر ونهي ، وغير ذلك من الرسالة والوحي . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله عزّ وجلّ : { وَما كانَ لِبَشَر أنْ يُكَلِّمَهُ اللّهُ إلاَّ وَحْياً } يوحي إليه { أوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ } موسى كلمه الله من وراء حجاب ، { أوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بإذْنِهِ ما يَشاءُ } قال : جبرائيل يأتي بالوحي . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { أوْ يُرْسِلَ رَسُولاً } فيوحي ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار { فَيُوحِيَ } بنصب الياء عطفاً على { يُرْسِلَ } ، ونصبوا { يُرْسِلَ } عطفاً بها على موضع الوحي ، ومعناه ، لأن معناه وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا أن يوحي إليه أو يرسل إليه رسولاً فيوحيَ بإذنه ما يشاء . وقرأ ذلك نافع المدني « فيُوحِي » بإرسال الياء بمعنى الرفع عطفاً به على « يُرْسِلُ » ، وبرفع « يُرْسِلُ » على الابتداء . وقوله : { إنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } يقول تعالى ذكره إنه يعني نفسه جلّ ثناؤه : ذو علوّ على كل شيء وارتفاع عليه ، واقتدار . حكيم : يقول : ذو حكمة في تدبيره خلقه .