Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 61-62)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويل في الهاء التي في قوله : { وإنَّهُ } وما المعنيّ بها ، ومن ذكر ما هي ، فقال بعضهم : هي من ذكر عيسى ، وهي عائدة عليه . وقالوا : معنى الكلام : وإن عيسى ظهوره علم يعلم به مجيء الساعة ، لأن ظهوره من أشراطها ونزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا ، وإقبال الآخرة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن يحيى ، عن ابن عباس ، « وَإنَّهُ لَعَلَمٌ للِسَّاعَةِ » قال : خروج عيسى بن مريم . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن شعبة ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس بمثله ، إلا أنه قال : نزول عيسى بن مريم . حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسيّ ، قال : ثنا غالب بن قائد ، قال : ثنا قيس ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ « وَإنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ » قال : نزول عيسى بن مريم . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن عطية ، عن فضيل بن مرزوق ، عن جابر ، قال : كان ابن عباس يقول : ما أدري علم الناس بتفسير هذه الآية ، أم لم يفطنوا لها ؟ « وَإنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ » قال : نزول عيسى ابن مريم . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : « وَإنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ » قال : نزول عيسى ابن مريم . حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، عن أبي مالك وعوف عن الحسن أنهما قالا في قوله : { وَإنَّهُ لَعِلْمٌ للسَّاعَةِ } قالا : نزول عيسى ابن مريم وقرأها أحدهما « وإنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ » . حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَإنَّهُ لَعِلْمٌ للسَّاعَةِ } قال : آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة « وَإنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ » قال : نزول عيسى ابن مريم علم للساعة : القيامة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : « وَإنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَة » قال : نزول عيسى ابن مريم علم للساعة . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { وَإنَّهُ لَعِلْمٌ للسَّاعَةِ } قال : خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَإنَّهُ لَعِلْمٌ للسَّاعَةِ } يعني خروج عيسى ابن مريم ونزوله من السماء قبل يوم القيامة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَإنَّهُ لَعِلْمٌ للسَّاعَة } قال : نزول عيسى ابن مريم علم للساعة حين ينزل . وقال آخرون : الهاء التي في قوله : { وَإنَّهُ } من ذكر القرآن ، وقالوا : معنى الكلام : وإن هذا القرآن لعلم للساعة يعلمكم بقيامها ، ويخبركم عنها وعن أهوالها . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : كان الحسن يقول : « وَإنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ » هذا القرآن . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة قال : كان ناس يقولون : القرآن علم للساعة . واجتمعت قرّاء الأمصار في قراءة قوله : { وَإنَّهُ لَعِلْمٌ للسَّاعَةِ } على كسر العين من العلم . ورُوي عن ابن عباس ما ذكرت عنه في فتحها ، وعن قتادة والضحاك . والصواب من القراءة في ذلك : الكسر في العين ، لإجماع الحجة من القرّاء عليه . وقد ذُكر أن ذلك في قراءة أُبيّ ، وإنه لذكر للساعة ، فذلك مصحح قراءة الذين قرأوا بكسر العين من قوله : { لَعِلْمٌ } . وقوله : { فَلا تَمْتَرُنَّ بِها } يقول : فلا تشكنّ فيها وفي مجيئها أيها الناس . كما : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { فَلا تَمْتَرُنَّ بِهاْ } قال : تشكون فيها . وقوله : { وَاتَّبِعُونِ } يقول تعالى ذكره : وأطيعون فاعملوا بما أمرتكم به ، وانتهوا عما نهيتكم عنه ، { وَهَذا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ } يقول : اتباعكم إياي أيها الناس في أمري ونهيي صراط مستقيم ، يقول : طريق لا اعوجاج فيه ، بل هو قويم . وقوله : { وَلايَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ } يقول جل ثناؤه : ولا يعدلنكم الشيطان عن طاعتي فيما آمركم وأنهاكم ، فتخالفوه إلى غيره ، وتجوروا عن الصراط المستقيم فتضلوا { إنَّهُ لَكُمْ عَدُوّ مُبِينٌ } يقول : إن الشيطان لكم عدوّ يدعوكم إلى ما فيه هلاككم ، ويصدّكم عن قصد السبيل ، ليوردكم المهالك ، مبين قد أبان لكم عداوته ، بامتناعه من السجود لأبيكم آدم ، وإدلائه بالغرور حتى أخرجه من الجنة حسداً وبغياً .