Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 65-66)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويل في المعنيين بالأحزاب ، الذين ذكرهم الله في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عنى بذلك : الجماعة التي تناظرت في أمر عيسى ، واختلفت فيه . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلى قال ، ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { فاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهمْ } قال : هم الأربعة الذين أخرجهم بنو إسرائيل يقولون في عيسى . وقال آخرون : بل هم اليهود والنصارى . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : { فاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ } قال : اليهود والنصارى . والصواب من القول في ذلك أن يقال : معنى ذلك : فاختلف الفِرَق المختلفون في عيسى بن مريم من بين من دعاهم عيسى إلى ما دعاهم إليه من اتقاء الله والعمل بطاعته ، وهم اليهود والنصارى ، ومن اختلف فيه من النصارى ، لأن جميعهم كانوا أحزاباً مبتسلين ، مختلفي الأهواء مع بيانه لهم أمر نفسه ، وقوله لهم : { إنَّ الله هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ } وقوله : { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَاب يَوْم ألِيمٍ } يقول تعالى ذكره فالوادي السائل من القيح والصديد في جهنم للذين كفروا بالله ، الذين قالوا في عيسى بن مريم بخلاف ما وصف عيسى به نفسه في هذه الآية { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ ألِيمٍ } يقول : من عذاب يوم مؤلم ، ووصف اليوم بالإيلام ، إذ كان العذاب الذي يؤلمهم فيه ، وذلك يوم القيامة . كما : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ ألِيمٍ } قال : من عذاب يوم القيامة . وقوله : { هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ السَّاعَةَ أنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } يقول : هل ينظر هؤلاء الأحزاب المختلفون في عيسى بن مريم ، القائلون فيه الباطل من القول ، إلاَّ الساعة التي فيها تقوم القيامة فجأة { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } يقول : وهم لا يعلمون بمجيئها .