Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 4-4)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وفي خلق الله إياكم أيها الناس ، وخلقه ما تفرّق في الأرض من دابة تدبّ عليها من غير جنسكم { آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } يعني : حججاً وأدلة لقوم يوقنون بحقائق الأشياء ، فيقرّون بها ، ويعلمون صحتها . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } وفي التي بعد ذلك فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة آياتٌ رفعاً على الابتداء ، وترك ردّها على قوله : { لآَياتٍ للْمُؤْمِنِينَ } ، وقرأته عامة قرّاء الكوفة « آياتٍ » خفضا بتأويل النصب ردّاً على قوله : { لآَياتٍ للْمُؤْمِنِينَ } . وزعم قارئو ذلك كذلك من المتأخرين أنهم اختاروا قراءته كذلك ، لأنه في قراءة أُبيّ في الآيات الثلاثة « لآَياتٍ » باللام فجعلوا دخول اللام في ذلك في قراءته دليلاً لهم على صحة قراءة جميعه بالخفض ، وليس الذي اعتمدوا عليه من الحجة في ذلك بحجة ، لأن لا رواية بذلك عن أُبي صحيحة ، وأبيّ لو صحّت به عنه رواية ، ثم لم يُعلم كيف كانت قراءته بالخفض أو بالرفع لم يكن الحكم عليه بأنه كان يقرأه خفضاً ، بأولى من الحكم عليه بأنه كان يقرأه رفعاً ، إذ كانت العرب قد تدخل اللام في خبر المعطوف على جملة كلام تامّ قد عملت في ابتدائها « إن » ، مع ابتدائهم إياه ، كما قال حُمَيد بن ثَور الهِلاليّ : @ إنَّ الخِلافَةَ بَعْدَهُمْ لَذَميمَةٌ وَخَلائِفٌ طُرُفٌ لَمَمَّا أحْقُرُ @@ فأدخل اللام في خبر مبتدأ بعد جملة خبر قد عملت فيه « إن » إذ كان الكلام ، وإن ابتدىء متوياً فيه إن . والصواب من القول في ذلك إن كان الأمر على ما وصفنا أن يقال : إن الخفض في هذه الأحرف والرفع قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار قد قرأ بهما علماء من القرّاء صحيحتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب .