Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 6-6)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : هذه الآيات والحجج يامحمد من ربك على خلقه نتلوها عليك بالحقّ : يقول : نخبرك عنها بالحقّ لا بالباطل ، كما يخبر مشركو قومك عن آلهتهم بالباطل ، أنها تقرّبهم إلى الله زُلْفَى ، فبأيّ حديث بعد الله وآياته تؤمنون : يقول تعالى ذكره للمشركين به : فبأيّ حديث أيها القوم بعد حديث الله هذا الذي يتلوه عليكم ، وبعد حججه عليكم وأدلته التي دلكم بها على وحدانيته من أنه لا ربّ لكم سواه ، تصدّقون ، إن أنتم كذّبتم لحديثه وآياته . وهذا التأويل على مذهب قراءة من قرأ « تُؤْمِنُونَ » على وجه الخطاب من الله بهذا الكلام للمشركين ، وذلك قراءة عامة قرّاء الكوفيين . وأما على قراءة من قرأه { يُؤْمِنون } بالياء ، فإن معناه : فبأيّ حديث يا محمد بعد حديث الله الذي يتلوه عليك وآياته هذه التي نبه هؤلاء المشركين عليها ، وذكَّرهم بها ، يؤمن هؤلاء المشركون ، وهي قراءة عامة قرّاء أهل المدينة والبصرة ، ولكلتا القراءتين وجه صحيح ، وتأويل مفهوم ، فبأية القراءتين قرأ ذلك القارىء فمصيب عندنا ، وإن كنت أميل إلى قراءته بالياء إذ كانت في سياق آيات قد مضين قبلها على وجه الخبر ، وذلك قوله : { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } و { لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }