Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 17-17)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا نعت من الله تعالى ذكره نعت ضالّ به كافر ، وبوالديه عاقّ ، وهما مجتهدان في نصيحته ودعائه إلى الله ، فلا يزيده دعاؤهما إياه إلى الحقّ ، ونصيحتهما له إلا عتوّاً وتمرّداً على الله ، وتمادياً في جهله ، يقول الله جلّ ثناؤهر { وَالَّذِي قالَ لِوَالِدَيْهِ } أن دعواه إلى الإيمان بالله ، والإقرار ببعث الله خلقه من قبورهم ، ومجازاته إياهم بأعمالهم { أُفٍّ لَكُما } يقول : قذراً لكما ونتناً { أتَعِدَانِنِي أنْ أُخْرَجَ } يقول أتعدانني أن أخرج من قبري من بعد فنائي وبلائي فيه حياً . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أتَعِدَانِنِي أنْ أُخْرَجَ } أن أُبعَث بعد الموت . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { أتَعِدَانِنِي أنْ أُخْرَجَ } قال : يعني البعث بعد الموت . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { وَالَّذِي قال لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أتَعِدَانِنِي … } إلى آخر الآية قال : الذي قال هذا ابن لأبي بكر رضي الله عنه ، قال : { أتَعِدَانِنِي أنْ أُخْرَجَ } : أتعدانني أن أُبعث بعد الموت . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هوذة ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : { وَالَّذِي قالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أتَعِدَانِنِي أنْ أُخْرَجَ } قال : هو الكافر الفاجر العاقّ لوالديه ، المكذب بالبعث . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : ثم نعت عبد سوء عاقاً لوالديه فاجراً فقال : { وَالَّذِي قالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما … } إلى قوله : { أساطِيرُ الأوَّلِينَ } . وقوله : { وَقَدْ خَلَتِ القُرُونُ مِنْ قَبْلِي } يقول : أتعدانني أن أبعث ، وقد مضت قرون من الأمم قبلي ، فهلكوا ، فلم يبعث منهم أحداً ، ولو كنت مبعوثاً بعد وفاتي كما تقولان ، لكان قد بُعث من هلك قبلي من القرون { وهُمَا يَسْتَغِيثانِ اللَّهِ } يقول تعالى ذكره : ووالداه يستصرخان الله عليه ، ويستغيثانه عليه أن يؤمن بالله ، ويقرّ بالبعث ويقولان له : { ويْلَك آمن } ، أي صدّق بوعد الله ، وأقرّ أنك مبعوث من بعد وفاتك ، إن وعد الله الذي وعد خلقه أنه باعثهم من قبورهم ، ومخرجهم منها إلى موقف الحساب لمجازاتهم بأعمالهم حقّ لا شكّ فيه ، فيقول عدوّ الله مجيباً لوالديه ، وردّاً عليهما نصيحتهما ، وتكذيباً بوعد الله : ما هذا الذي تقولان لي وتدعواني إليه من التصديق بأني مبعوث من بعد وفاتي من قبري ، إلا ما سطره الأوّلون من الناس من الأباطيل ، فكتبوه ، فأصبتماه أنتما فصدّقتما .