Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 11-12)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : هذا الفعل الذي فعلنا بهذين الفريقين : فريق الإيمان ، وفريق الكفر ، من نُصرتنا فريق الإيمان بالله ، وتثبيتنا أقدامِهم ، وتدميرنا على فريق الكفر { بأنَّ الله مَوْلى الَّذِين آمَنُوا } يقول : من أجل أن الله وليّ من آمن به ، وأطاع رسوله . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { ذلك بأنَّ الله مَوْلى الَّذِين آمَنُوا } قال : وليهم . وقد ذُكر لنا أن ذلك في قراءة عبد الله « ذلك بأنَّ الله ولِيُّ الَّذِين آمَنُوا » و « أن » التي في المائدة التي هي في مصاحفنا إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورسُولُهُ : « إنَّمَا مَوْلاكُمُ اللَّهُ » في قراءته . وقوله : { وأنَّ الكافِرِين لا مَوْلى لهُمْ } يقول : وبأن الكافرين بالله لا وليّ لهم ، ولا ناصر . وقوله : { إنَّ الله يُدْخِلُ الَّذِين آمَنُوا وعمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تحْتِها الأنهَارُ } يقول تعالى ذكره : إن الله له الألوهة التي لا تنبغي لغيره ، يُدخل الذين آمنوا بالله وبرسوله بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار ، يفعل ذلك بهم تكرمة على إيمانهم به وبرسوله . وقوله : { والَّذِين كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيأْكُلُونَ كمَا تَأْكُلُ الأنْعامُ } يقول جل ثناؤه : والذين جحدوا توحيد الله ، وكذّبوا رسوله صلى الله عليه وسلم يتمتعون في هذه الدنيا بحطامها ورياشها وزينتها الفانية الدارسة ، ويأكلون فيها غير مفكِّرين في المعاد ، ولا معتبرين بما وضع الله لخلقه من الحجج المؤدّية لهم إلى علم توحيد الله ومعرفة صدق رسله ، فمثلهم في أكلهم ما يأكلون فيها من غير علم منهم بذلك ، وغير معرفة ، مثل الأنعام من البهائم المسخرة التي لا همة لها إلا في الاعتلاف دون غيره { والنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } يقول جلّ ثناؤه : والنار نار جهنم مسكن لهم ، ومأوى ، إليها يصيرون من بعد مماتهم .