Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 35-35)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : فلا تضعفوا أيها المؤمنون بالله عن جهاد المشركين وتجبُنوا عن قتالهم . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { فَلا تَهِنُوا } قال : لا تضعفوا . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَلا تَهِنُوا } لا تضعف أنت . وقوله : { وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وأنْتُمُ الأعْلَوْنَ } يقول : لا تضعفوا عنهم وتدعوهم إلى الصلح والمسالمة ، وأنتم القاهرون لهم والعالون عليهم { وَاللَّهُ مَعَكُمْ } يقول : والله معكم بالنصر لكم عليهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، غير أنهم اختلفوا في معنى قوله : { وأنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } فقال بعضهم : معناه : وأنتم أولى بالله منهم . وقال بعضهم : مثل الذي قلنا فيه . ذكر من قال ذلك ، وقال معنى قوله : { وأنْتُمُ الأعْلَوْنَ } أنتم أولى بالله منهم . حدثني أحمد بن المقدام ، قال : ثنا المعتمر ، قال : سمعت أبي يحدّث ، عن قتادة ، في قوله : { فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ } قال : أي لا تكونوا أولى الطائفتين تصرع . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلَمِ } قال : لا تكونوا أولى الطائفتين صرعت لصاحبتها ، ودعتها إلى الموادعة ، وأنتم أولى بالله منهم والله معكم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلَمِ } قال : لا تكونوا أولى الطائفتين صرعت إلى صاحبتها { وأنْتُمُ الأعْلَوْنَ } قال : يقول : وأنتم أولى بالله منهم ذكر من قال معنى قوله : { وأنْتُمُ الأعْلَوْنَ } : أنتم الغالبون الأعزّ منهم . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وأنْتُمُ الأعْلَوْنَ } قال : الغالبون مثل يوم أُحد ، تكون عليهم الدائرة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله { فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلَمِ وأنُتمُ الأَعْلَوْنَ } قال : هذا منسوخ ، قال : نسخه القتال والجهاد ، يقول : لا تضعف أنت وتدعوهم أنت إلى السلم وأنت الأعلى ، قال : وهذا حين كانت العهود والهدنة فيما بينه وبين المشركين قبل أن يكون القتال ، يقول : لا تهن فتضعف ، فيرى أنك تدعوه إلى السلم وأنت فوقه ، وأعزّ منه { وأنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } أنتم أعزّ منهم ، ثم جاء القتال بعد فنسخ هذا أجمع ، فأمره بجهادهم والغلظة عليهم . وقد قيل : عنى بقوله : { وأنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } وأنتم الغالبون آخر الأمر ، وإن غلبوكم في بعض الأوقات ، وقهروكم في بعض الحروب . وقوله : { فَلا تَهِنُوا } جزم بالنهي ، وفي قوله { وَتَدْعُوا } وجهان : أحدهما الجزم على العطف على تهنوا ، فيكون معنى الكلام : فلا تهنوا ولا تدعوا إلى السلم ، والآخر النصب على الصرف . وقوله : { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ } يقول : ولن يظلمكم أجور أعمالكم فينقصكم ثوابها ، من قولهم : وترت الرجل إذا قتلت له قتيلاً ، فأخذت له مالاً غصباً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله يقول : { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ } يقول : لن يظلمكم أجور أعمالكم . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ } قال : لن ينقصكم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ } : أي لن يظلمكم أعمالكم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ } قال : لن يظلمكم ، أعمالكم ذلك يتركم . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ } قال : لن يظلمكم أعمالكم .