Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 12-12)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لهؤلاء الأعراب المعتذرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند منصرَفه من سفره إليهم بقولهم : { شَغَلَتْنا أمْوَالُنا وأهْلُونا } ما تخلفتم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شخص عنكم ، وقعدتم عن صحبته من أجل شغلكم بأموالكم وأهليكم ، بل تخلفتم بعده في منازلكم ، ظناً منكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه سيهلكون ، فلا يرجعون إليكم أبداً باستئصال العدوّ إياهم وزيِّن ذلك في قلوبكم ، وحسَّن الشيطان ذلك في قلوبكم ، وصححه عندكم حتى حسُن عندكم التخلف عنه ، فقعدتم عن صحبته { وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ } يقول : وظننتم أن الله لن ينصر محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه المؤمنين على أعدائهم ، وأن العدوّ سيقهرونهم ويغلبونهم فيقتلونهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ … } إلى قوله : { وكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً } قال : ظنوا بنبيّ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم لن يرجعوا من وجههم ذلك ، وأنهم سيهلكون ، فذلك الذي خلفهم عن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم . وقوله : { وكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً } يقول : وكنتم قوماً هَلْكى لا يصلحون لشيء من الخير . وقيل : إن البور في لغة أذرعات : الفاسد فأما عند العرب فإنه لا شيء . ومنه قول أبي الدرداء : فأصبح ما جمعوا بُوراً أي ذاهباً قد صار باطلاً لا شيء منه ومنه قول حسَّان بن ثابت : @ لا يَنْفَعُ الطُّولُ مِن نُوك القُلوب وقدْ يَهْدِي الإلَهُ سَبِيلَ المَعْشَرِ البُورِ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً } قال : فاسدين . وحدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً } قال : البور الذي ليس فيه من الخير شيء . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً } قال : هالكين .