Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 18-18)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : إن الله أيها الأعراب لا يخفى عليه الصادق منكم من الكاذب ، ومن الداخل منكم في ملة الإسلام رغبة فيه ، ومن الداخل فيه رهبة من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وجنده ، فلا تعلمونا دينكم وضمائر صدوركم ، فإن الله يعلم ما تكنه ضمائر صدوركم ، وتحدّثون به أنفسكم ، ويعلم ما غاب عنكم ، فاستسرّ في خبايا السموات والأرض ، لا يخفى عليه شيء من ذلك { واللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ } يقول : والله ذو بصر بأعمالكم التي تعملونها ، أجهراً تعملون أم سرّاً ، طاعة تعملون أو معصية ؟ وهو مجازيكم على جميع ذلك ، إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ وكُفُؤه . و { أنْ } في قوله : { يَمُنُّوا عَلَيْكَ أنْ أسْلَمْوا } في موضع نصب بوقوع يمنون عليها ، وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله « يَمُنُّونَ عَلَيْكَ إسْلامَهُمْ » ، وذلك دليل على صحة ما قلنا ، ولو قيل : هي نصب بمعنى : يمنون عليك لأن أسلموا ، لكان وجهاً يتجه . وقال بعض أهل العربية : هي في موضع خفض . بمعنى : لأن أسلموا . وأما { أن } التي في قوله : { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أنْ هَدَاكُمْ } فإنها في موضع نصب بسقوط الصلة لأن معنى الكلام : بل الله يمنّ عليكم بأن هداكم للإيمان .