Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 39-40)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فاصبر يا محمد على ما يقول هؤلاء اليهود ، وما يفترون على الله ، ويكذبون عليه ، فإن الله لهم بالمِرصاد { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ } يقول : وصلّ بحمد ربك صلاة الصبح قبل طلوع الشمس وصلاة العصر قبل الغروب . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ } لصلاة الفجر ، وقبل غروبها : العصر . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ } قبل طلوع الشمس : الصبح ، وقبل الغروب : العصر . وقوله : { وَمِنَ اللَّيْل فَسَبِّحْهُ } اختلف أهل التأويل في التسبيح الذي أُمر به من الليل ، فقال بعضهم : عنى به صلاة العَتَمة . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَمِنَ اللَّيْلِ } قال : العَتَمة . وقال آخرون : هي الصلاة بالليل في أيّ وقت صلى . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ } قال : من الليل كله . والقول الذي قاله مجاهد في ذلك أقرب إلى الصواب ، وذلك أن الله جلّ ثناؤه قال : { وَمَنِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ } فلم يَحُدّ وقتاً من الليل دون وقت . وإذا كان ذلك كذلك كان على جميع ساعات الليل . وإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا ، فهو بأن يكون أمراً بصلاة المغرب والعشاء ، أشبه منه بأن يكون أمراً بصلاة العَتَمة ، لأنهما يصلَّيان ليلاً . وقوله : { وأدْبارَ السُّجُودِ } يقول : يقول : سبح بحمد ربك أدبار السجود من صلاتك . واختلف أهل التأويل في معنى التسبيح الذي أمر الله نبيه أن يسبحه أدبار السجود ، فقال بعضهم : عُنِي به الصلاة ، قالوا : وهما الركعتان اللتان يصليان بعد صلاة المغرب . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا عنبسة ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، قال : سألت علياً ، عن أدبار السجود ، فقال : الركعتان بعد المغرب . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : ثنا ابن جُرَيج ، عن مجاهد ، قال : قال عليّ رضي الله عنه : { أدْبارَ السُّجُودِ } : الركعتان بعد المغرب . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا مصعب بن سلام ، عن الأجلح ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، قال : سمعت علياً رضي الله عنه يقول : { أدْبارَ السُّجُودِ } : الركعتان بعد المغرب . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ رضي الله عنه ، في قوله : { وأدْبارَ السُّجُودِ } قال : الركعتان بعد المغرب . قال : ثنا ثنا يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عاصم بن ضمرة ، عن الحسن بن عليّ رضي الله عنهما ، قال : { أدْبارَ السُّجُودِ } : الركعتان بعد المغرب . حدثني عليّ بن سهل ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا حماد ، قال : ثنا عليّ بن زيد ، عن أوس بن خالد ، عن أبي هريرة ، قال : { أدبار السجود } : ركعتان بعد صلاة المغرب . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن علوان بن أبي مالك ، عن الشعبيّ ، قال : { أدْبارَ السُّجُودِ } الركعتان بعد المغرب . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس وإبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد { أدْبارَ السُّجُودِ } : الركعتان بعد المغرب . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن إبراهيم ، مثله . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن إبراهيم في هذه الآية { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وأدْبارَ السُّجُودِ } وَإدْبَارَ النُّجُومِ قال : الركعتان قبل الصبح ، والركعتان بعد المغرب ، قال شعبة : لا أدري أيتهما أدبار السجود ، ولا أدري أيتهما إدبار النجوم . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وأدْبارَ السُّجُودِ } قال : كان مجاهد يقول : ركعتان بعد المغرب . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وأدْبارَ السُّجُودِ } قال : هما السجدتان بعد صلاة المغرب . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا أبو فضيل ، عن رشدين بن كُرَيب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ابْنَ عَبَّاس رَكْعَتانِ بَعْدَ المَغْرِب أدْبارَ السُّجُود " حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : أخبرنا أبو زرعة ، وهبة الله بن راشد ، قال : أخبرنا حيوة بن شريح ، قال : أخبرنا أبو صخر ، أنه سمع أبا معاوية البجلي من أهل الكوفة يقول : سمعت أبا الصهباء البكريّ يقول : سألت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن { أدْبارَ السُّجُودِ } قال : هما ركعتان بعد المغرب . حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : ثنا بقية ، قال : ثنا جرير ، قال : ثنا حمير بن يزيد الرحبي ، عن كُرَيب بن يزيد الرحبي قال : وكان جبير بن نفير يمشي إليه ، قال : كان إذا صلى الركعتين قبل الفجر ، والركعتين بعد المغرب أخفّ ، وفسَّر إدبار النجوم ، وأدبار السجود . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن عيسى بن يزيد ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحسن { وأدْبارَ السُّجُودِ } : الركعتان بعد المغرب . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا عنبسة ، عن المغُيرة ، عن إبراهيم ، قال : كان يقال : { أدْبارَ السُّجُودِ } : الركعتان بعد المغرب . قال : ثنا عنبسة ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد { وأدْبارَ السُّجُودِ } : الركعتان بعد المغرب . قال : ثنا جرير ، عن عطاء ، قال : قال عليّ : { أدبار السجود } : الركعتان بعد المغرب . حدثنا ابن البرّ ، قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة ، قال : سُئل الأوزاعيّ عن الركعتين بعد المغرب ، قال : هما في كتاب الله { فَسَبِّحْهُ وأدْبارَ السُّجُودِ } . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن حُمَيد ، عن الحسن ، عن عليّ رضي الله عنه ، في قوله : { وأدْبارَ السُّجُودِ } قال : الركعتان بعد المغرب . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وأدْبارَ السُّجُودِ } قال : ركعتان بعد المغرب . وقال آخرون : عنى بقوله { وأدْبارَ السُّجُودِ } : التسبيح في أدبار الصلوات المكتوبات ، دون الصلاة بعدها . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عباس في { فَسَبِّحْهُ وأدْبارَ السُّجُودِ } قال : هو التسبيح بعد الصلاة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وأدْبارَ السُّجُودِ } قال : كان ابن عباس يقول : التسبيح . قال ابن عمرو : في حديثه في إثر الصلوات كلها . وقال الحارث في حديثه في دُبر الصلاة كلها . وقال آخرون : هي النوافل في أدبار المكتوبات . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأدْبارَ السُّجُودِ } : النوافل . وأولى الأقوال في ذلك بالصحة ، قول من قال : هما الركعتان بعد المغرب ، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، ولولا ما ذكرت من إجماعها عليه ، لرأيت أن القول في ذلك ما قاله ابن زيد ، لأن الله جلّ ثناؤه لم يخصص بذلك صلاة دون صلاة ، بل عمّ أدبار الصلوات كلها ، فقال : وأدبار السجود ، ولم تقم بأنه معنيّ به : دبر صلاة دون صلاة ، حجة يجب التسليم لها من خبر ولا عقل . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { وأدْبارَ السُّجُودِ } فقرأته عامة قرّاء الحجاز والكوفة ، سوى عاصم والكسائيّ « وإدْبارَ السُّجُودِ » بكسر الألف ، على أنه مصدر أدبر يُدبر إدباراً . وقرأه عاصم والكسائيّ وأبو عمرو { وأدْبارَ } بفتح الألف على مذهب جمع دبر وأدبار . والصواب عندي الفتح على جمع دبر .