Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 45-46)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : فما استطاعوا من دفاع لما نزل بهم من عذاب الله ، ولا قدروا على نهوض به . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ } يقول : ما استطاع القوم نهوضاً لعقوبة الله تبارك وتعالى . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ } قال : من نهوض . وكان بَعْض أهل العربية يقول : معنى قوله : { فَما اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ } : فما قاموا بها ، قال : لو كانت فما استطاعوا من إقامة ، لكان صواباً ، وطرح الألف منها كقوله : { أنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ } نَباتاً . وقوله : { وَما كانُوا مُنْتَصِرينَ } يقول : وما كانوا قادرين على أن يستقيدوا ممن أحل بهم العقوبة التي حلّت بهم . وكان قتادة يقول في تأويل ذلك ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ } قال : ما كانت عندهم من قوّة يمتنعون بها من الله عزّ وجلّ . وقوله : { وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ } اختلفت القرّاء في قراءة قوله : { وَقَوْم نُوح } نصباً . ولنصب ذلك وجوه : أحدها : أن يكون القوم عطفاً على الهاء والميم في قوله : { فأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ } إذ كان كلّ عذاب مهلك تسميه العرب صاعقة ، فيكون معنى الكلام حينئذٍ : فأخذتهم الصاعقة وأخذت قوم نوح من قبل . والثاني : أن يكون منصوباً بمعنى الكلام ، إذ كان فيما مضى من أخبار الأمم قبلُ دلالة على المراد من الكلام ، وأن معناه : أهلكنا هذه الأمم ، وأهلكنا قوم نوح من قبل . والثالث : أن يضمر له فعلاً ناصباً ، فيكون معنى الكلام : واذكر لهم قوم نوح ، كما قال : { وَإبْرَاهِيمَ إذْ قالَ لِقَوْمِهِ } ونحو ذلك ، بمعنى أخبرهم واذكر لهم . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة « وَقَوْمِ نُوحٍ » بخفض القوم على معنى : وفي قوم نوح عطفاً بالقوم على موسى في قوله : { وَفِي مُوسَى إذْ أرْسَلْناهُ إلى فِرْعَوْنَ } والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان في قرأة الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب ، وتأويل ذلك في قراءة من قرأه خفضاً وفي قوم نوح لهم أيضاً عبرة ، إذ أهلكناهم من قبل ثمود لما كذّبوا رسولنا نوحاً { إنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ } يقول : إنهم كانوا مخالفين أمر الله ، خارجين عن طاعته .