Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 11-14)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : فالوادي الذي يسيل من قيح وصديد في جهنم ، يوم تمور السماء موراً ، وذلك يوم القيامة للمكذّبين بوقوع عذاب الله للكافرين ، يوم تمور السماء موّراً . وكان بعض نحويّي البصرة يقول : أدخلت الفاء في قوله : { فَوَيْلٌ يَوْمَئذٍ } لأنه في معنى إذا كان كذا وكذا ، فأشبه المجازاة ، لأن المجازاة يكون خبرها بالفاء . وقال بعض نحوييّ الكوفة : الأوقات تكون كلها جزاء مع الاستقبال ، فهذا من ذاك ، لأنهم قد شبهوا « إن » وهي أصل الجزاء بحين ، وقال : إن مع يوم إضمار فعل ، وإن كان التأويل جزاء ، لأن الإعراب يأخذ ظاهر الكلام ، وإن كان المعنى جزاء . وقوله : { الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } يقول : الذين هم في فتنة واختلاط في الدنيا يلعبون ، غافلين عما هم صائرون إليه من عذاب الله في الآخرة . وقوله : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } يقول تعالى ذكره : فويل للمكذّبين يوم يُدَعُّونَ . وقوله : { يَوْمَ يُدَعُّونَ } ترجمة عن قوله : { يَوْمَئِذٍ } وإبدال منه . وعنى بقوله : { يُدَعُّونَ } يدفعون بإرهاق وإزعاج ، يقال منه : دَعَعْت في قفاه : إذا دفعت فيه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني سليمان بن عبد الجبار ، قال : ثنا أبو كدينة ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلَى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } يقول : يدفعون . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } قال : يدفعون فيها دفعاً . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنم دَعًّا } يقول : يدفعون إلى نار جهنم دفعاً . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ } قال : يُدفعون . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعاً } قال : يزعجون إليها إزعاجاً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة بنحوه . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلَى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } الدعّ : الدفع والإرهاق . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } قال : يُدفعون دفعاً ، وقرأ قول الله تبارك وتعالى : { فَذَلِكَ الذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ } قال : يدفعه ، ويغلظ عليه . وقوله : { هَذِهِ النَّارُ التي كُنْتُمْ بِها تُكَذّبُونَ } يقول تعالى ذكره : يقال لهم : هذه النار التي كنتم بها في الدنيا تكذّبون ، فتجحدون أن تردّوها ، وتصلوها ، أو يعاقبكم بها ربكم ، وترك ذكر يُقال لهم ، اجتزاء بدلالة الكلام عليه .