Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 1-8)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني تعالى ذكره بقوله : { والطُّورِ } : والجبل الذي يُدعى الطور . وقد بيَّنت معنى الطور بشواهده ، وذكرنا اختلاف المختلفين فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وقد : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله تبارك وتعالى : { والطُّورِ } قال الجبل بالسُّرْيانية . وقوله : { وكِتابٍ مَسْطُورٍ } يقول : وكتاب مكتوب ومنه قول رُؤْبة : @ إني وآياتٍ سُطِرْنَ سَطْرا @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وكِتاب مَسْطُورٍ } قال : صحف . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : { وكِتابٍ مَسْطُورٍ } والمسطور : المكتوب . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { مَسْطُورٍ } قال : مكتوب . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { مَسْطُورٍ } قال : مكتوب . وقوله : { فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ } يقول : في ورق منشور . وقوله : « في » من صلة مسطور ، ومعنى الكلام : وكتاب سطر ، وكُتب في ورق منشور . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ } وهو الكتاب . حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، { في رَقٍّ } قال : الرقّ : الصحيفة . وقوله : { وَالبَيْتِ المَعْمُورِ } يقول : والبيت الذي يعمر بكثرة غاشيته وهو بيت فيما ذُكر في السماء بحيال الكعبة من الأرض ، يدخله كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة ، ثم لا يعودون فيه أبداً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، رجل من قومه قال : قال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم : " رُفِعَ إليَّ البَيْتُ المَعْمُورِ ، فَقُلْتُ : يا جِبِريلُ ما هَذَا ؟ " قال : البَيْتُ المَعْمُورُ ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْم سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ إذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِرَ ما عَلَيْهِمْ . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا خالد بن الحارث ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة رجل من قومه ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، بنحوه . حدثنا هناد بن السريّ ، قال : ثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عُرعُرة ، أن رجلاً قال لعليّ رضي الله عنه : ما البيت المعمور ؟ قال : بيت في السماء يقال له الضراح ، وهو بحيال الكعبة ، من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض ، يصلي فيه كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة ، ولا يعودون فيه أبداً . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت خالد ابن عرعرة ، قال : سمعت علياً رضي الله عنه ، وخرج إلى الرحبة ، فقال له ابن الكوّاء أو غيره : ما البيت المعمور ؟ قال : بيت في السماء السادسة يقال له الضراح ، يدخله كل يوم سبعون ألف مَلَك لا يعودون فيه أبداً . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا طلق بن غنام ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن عليّ بن ربيعة ، قال : سأل ابن الكوّاء علياً ، رضي الله عنه عن البيت المعمور ، قال : مسجد في السماء يقال له الضراح ، يدخله كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة ، لا يرجعون فيه أبداً . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن عبيد المكتب ، عن أبي الطفيل ، قال : سأل ابن الكوّاء علياً عن البيت المعمور ، قال : بيت بحيال البيت العتيق في السماء يدخله كلّ يوم سبعون ألف مَلك على رسم راياتهم ، يقال له الضراح ، يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يرجعون فيه أبداً . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا بهرام ، قال : ثنا سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، عن عليّ رضي الله عنه ، قال : سأله رجل عن البيت المعمور ، قال : بيت في السماء يقال له الضريح قصد البيت ، يدخله كلّ يوم سبعون ألف مَلك ، ثم لا يعودون فيه . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَالبَيْتِ المَعْمُورِ } قال : هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه . حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبُّويه ، قال : ثنا عليّ بن الحسن ، قال : ثنا حسين ، قال : سُئل عكرمة وأنا جالس عنده عن البيت المعمور ، قال : بيت في السماء بحيال الكعبة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وَالبَيْتِ المَعْمُورِ } قال : بيت في السماء يقال له الضراح . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالبَيْتِ المَعْمُورِ } ذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه : " هَلْ تَدْرُونَ ما البَيْتُ المَعْمُورُ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنَّهُ مَسْجِدٌ فِي السَّماءِ تَحْتَهُ الكَعْبَةُ لَوْ خَرّ لخَرَّ عَلَيْها ، أوْ عَلَيْهِ ، يُصلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلكٍ إذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِرَ ما عَلَيْهِمْ " . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَالبَيْتِ المَعْمُورِ } يزعمون أنه يروح إليه كلّ يوم سبعون ألف مَلك من قبيلة إبليس ، يقال لهم الجنّ . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَالبَيْتِ المَعْمُورِ } قال : بيت الله الذي في السماء . وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ بَيْتَ اللّهِ فِي السَّماءِ لَيَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ سَبْعُونَ ألْفَ مَلكٍ ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ أبَداً بَعْدَ ذلكَ " . حدثنا محمد بن مرزوق ، قال : ثنا حجاج ، قال : ثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : " البَيْتُ المَعْمُورُ فِي السَّماءِ السَّابِعَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلك ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ حتى تَقُومَ السَّاعَةُ " . حدثنا محمد بن سِنان القَزّاز ، قال : ثنا موسى بن إسماعيل ، قال : ثنا سليمان عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَمَّا عَرَجَ بِي المَلكُ إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ انْتَهَيْتُ إلى بِناءٍ فَقُلْتُ للْمَلَكِ : ما هَذَا ؟ قال : هَذَا بِناءٌ بَناهُ اللّهُ للْمَلائِكَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ ، يُقَدّسُونَ اللّهَ ويُسَبِّحُونَهُ ، لا يَعُودُونَ فِيهِ " . وقوله : { وَالسَّقْفِ المَرْفُوعِ } يعني بالسقف في هذا الموضع : السماء ، وجعلها سقفاً ، لأنها سماء للأرض ، كسماء البيت الذي هو سقفه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا هناد بن السريّ ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، أن رجلاً قال لعليّ رضي الله عنه : ما السقف المرفوع ؟ قال : السماء . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن سماك ، عن خالد بن عُرْعرة ، عن عليّ ، قال : السقف المرفوع : السماء . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، قال : ثنا سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عُرْعُرة ، عن عليّ رضي الله عنه قال : سأله رجل عن السقف المرفوع ، فقال : السماء . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت خالد بن عُرْعُرة ، قال : سمعت عليًّا يقول : والسقف المرفوع : هو السماء ، قال : { وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحفُوظاً وهُمْ عَنْ آياتِها مُعرِضُونَ } حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد السقف المرفوع : قال : السماء . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالسَّقْفِ المَرْفُوعِ } سقف السماء . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَالسَّقْفِ المَرْفُوع } : سقف السماء . وقوله : { وَالبَحْرِ المَسْجُورِ } اختلف أهل التأويل في معنى البحر المسجور ، فقال بعضهم : الموقد . وتأوّل ذلك : والبحر الموقد المحمّى . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن داود ، عن سعيد بن المسيب ، قال : قال عليّ رضي الله عنه لرجل من اليهود : أين جهنم ؟ فقال : البحر ، فقال : ما أراه إلا صادقاً ، { والبَحْرِ المَسْجورِ } { وَإذَا البِحارِ سُجِرَتْ } مخففة . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يعقوب ، عن حفص بن حُمَيد ، عن شمر بن عطية ، في قوله : { وَالبَحْرِ المَسْجُورِ } قال : بمنزلة التنُّور المسجور . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَالبَحْرِ المَسْجُورِ } قال : الموقَد . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَالبَحْرِ المَسْجُورِ } قال : الموقد ، وقرأ قول الله تعالى : { وَإذَا البِحارُ سُجِّرَتْ } قال : أوقدت . وقال آخرون : بل معنى ذلك : وإذا البحار مُلئت ، وقال : المسجور : المملوء . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَالبَحْرِ المَسْجُورِ } الممتلىء . وقال آخرون : بل المسجور : الذي قد ذهب ماؤه . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله : { والبَحْرِ المَسْجُورِ } قال : سجره حين يذهب ماؤه ويفجر . وقال آخرون : المسجور : المحبوس . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَالبَحْرِ المَسْجُورِ } يقول : المحبوس . وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : معناه : والبحر المملوء المجموع ماؤه بعضه في بعض ، وذلك أن الأغلب من معاني السجر : الإيقاد ، كما يقال : سجرت التنور ، بمعنى : أوقدت ، أو الامتلاء على ما وصفت ، كما قال لبيد : @ فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعا مَسْجُورَةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها @@ وكما قال النمر بن تولَب العُكْليّ : @ إذَا شاءَ طالَعَ مَسْجُورَةً تَرَى حَوْلَها النَّبْعَ والسَّا سمَا سَقْتْها رَوَاعِدُ مِنْ صَيِّفٍ وَإنْ مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعْدَما @@ فإذا كان ذلك الأغلب من معاني السَّجْر ، وكان البحر غير مُوقَد اليوم ، وكان الله تعالى ذكره قد وصفه بأنه مسجور ، فبطل عنه إحدى الصفتين ، وهو الإيقاد صحّت الصفة الأخرى التي هي له اليوم ، وهو الامتلاء ، لأنه كلّ وقت ممتلىء . وقيل : إن هذا البحر المسجور الذي أقسم به ربنا تبارك وتعالى بحر في السماء تحت العرش . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، عن عليّ { والبَحْرِ المَسْجُورِ } قال : بحر في السماء تحت العرش . قال : ثنا مهران ، قال : وسمعته أنا من إسماعيل ، قال : ثنا مهران عن سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو { وَالبَحْرِ المَسْجُورِ } قال : بحر تحت العرش . حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح في قوله : { والبَحْرِ المَسْجُورِ } قال : بحر تحت العرش . وقوله : { إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : { إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } يا محمد ، لكائن حالّ بالكافرين به يوم القيامة . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } وقع القسم ها هنا { إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } وذلك يوم القيامة . وقوله : { مالَهُ مِنْ دَافِعٍ } يقول : ما لذلك العذاب الواقع بالكافرين من دافع يدفعه عنهم ، فينقذهم منه إذا وقع .