Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 14-14)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ألم تنظر بعين قلبك يا محمد ، فترى إلى القوم الذين . تولَّوْا قوماً غضب الله عليهم ، وهم المنافقون تولَّوا اليهود وناصحوهم ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } إلى آخر الآية ، قال : هم المنافقون تولَّوا اليهود وناصحوهم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ } قال : هم اليهود تولاهم المنافقون . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله عزّ وجلّ { ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ } قال : هؤلاء كفرة أهل الكتاب اليهود والذين تولوهم المنافقون تولوا اليهود ، وقرأ قول الله : { ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لإخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهْلِ الكِتابِ } حتى بلغ { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكاذِبُونَ } لئن كانَ ذلكَ لا يَفْعَلُونَ وقال : هؤلاء المنافقون قالوا : لا ندع حلفاءنا وموالينا يكونوا معا لنصرتنا وعزّنا ، ومن يدفع عنا نخشى أن تصيبنا دائرة ، فقال الله عزّ وجلّ : فَعَسَى اللَّهُ أنْ يأتِي بالفَتْحِ أوْ أمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ حتى بلغ : { فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ } وقرأ حتى بلغ : { أوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرِ } قال : لا يَبرزون . قوله : { ما هُمْ مِنْكُمْ } يقول تعالى ذكره : ما هؤلاء الذين تولَّوا هؤلاء القوم الذين غضب الله عليهم ، منكم يعني : من أهل دينكم وملتكم ، ولا منهم ولا هم من اليهود الذين غضب الله عليهم ، وإنما وصفهم بذلك منكم جلّ ثناؤه لأنهم منافقون إذا لقوا اليهود ، قالوا { أنَّا مَعَكمْ إنَّما نَحنُ مُسْتَهزئون وَإذا لَقُوا الذَّين آمَنُوا قَالوَا آمَنَّا } وقوله { ويَحْلِفُونَ على الكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } يقول تعالى ذكره : ويحلفون على الكذب ، وذلك قولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : نشهد إنك لرسول الله وهم كاذبون غير مصدّقين به ، ولا مؤمنين به ، كما قال جلّ ثناؤه : { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إنَّ المُنافِيِنَ لَكاذِبُونَ } وقد ذُكِر أن هذه الآية نزلت في رجل منهم عاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر بلغه عنه ، فحلف كذباً . ذكر الخبر الذي رُوي بذلك : حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ يَنْظُرُ بعَيْنِ شَيْطانٍ ، أو بعَيْنَيْ شَيْطانٍ " قال : فدخل رجل أزرق ، فقال له : " علامَ تسبني أو تشتمني ؟ " قال : فجعل يحلف ، قال : فنزلت هذه الآية التي في المجادلة : { وَيحْلِفُونَ على الكَذِبِ وَهَمْ يَعْلَمُونَ } والآية الأخرى .