Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 21-21)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { لَوْ أنْزَلْنا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَل لرأيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدّعاً مِن خَشْيَةِ اللَّهِ } يقول جلّ ثناؤه : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ، وهو حجر ، لرأيته يا محمد خاشعاً يقول : متذللاً ، متصدعاً من خشية الله على قساوته ، حذراً من أن لا يؤدّي حقّ الله المفترض عليه في تعظيم القرآن ، وقد أنزل على ابن آدم وهو بحقه مستخفٌ ، وعنه ، عما فيه من العِبَر والذكر ، مُعْرض ، كأن لم يسمعها ، كأن في أذنيه وَقْراً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : { لَوْ أنْزَلْنا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَلٍ لرأيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدّعاً مِن خَشْيَةِ اللَّهِ } … إلى قوله : { لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } قال : يقول : لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله ، فأمر الله عز وجل الناس إذا نزل عليهم القرآن ، أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع ، قال : { كذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَال للنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { لَوْ أنْزَلْنا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَل لرأيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدّعاً مِن خَشْيَةِ اللَّهِ } … الآية ، يعذر الله الجبل الأصمّ ، ولم يعذر شقيّ ابن آدم ، هل رأيتم أحداً قطّ تصدّعت جوانحه من خشية الله ؟ . { وَتِلكَ الأمْثالُ نَضْرُبها للنَّاسِ } يقول تعالى ذكره : وهذه الأشياء نشبهها للناس ، وذلك تعريفه جلّ ثناؤه إياهم أن الجبال أشدّ تعظيماً لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها . وقوله : { لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } يقول : يضرب الله لهم هذه الأمثال ليتفكروا فيها ، فينيبوا ، وينقادوا للحق .