Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 36-36)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : لا يكبرنّ عليك إعراض هؤلاء المعرضين عنك وعن الاستجابة لدعائك إذا دعوتهم إلى توحيد ربهم والإقرار بنبوّتك ، فإنه لا يستجيب لدعائك إلى ما تدعوه إليه من ذلك إلا الذين فتح الله أسماعهم للإصغاء إلى الحقّ وسهَّل لهم اتباع الرشد ، دون من ختم الله على سمعه فلا يفقه من دعائك إياه إلى الله وإلى اتباع الحقّ إلا ما تفقه الأنعام من أصوات رعاتها ، فهم كما وصفهم به الله تعالى : { صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ } { والمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ } يقول : والكفار يبعثهم الله مع الموتى ، فجعلهم تعالى ذكره في عداد الموتى الذين لا يسمعون صوتاً ولا يعقلون دعاء ولا يفقهون قولاً ، إذ كانوا لا يتدبرون حجج الله ولا يعتبرون آياته ولا يتذكرون فينزجروا عما هم عليه من تكذيب رسل الله وخلافهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { إنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ } المؤمنون للذكر . { والمَوْتَى } الكفار ، حين { يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ } مع الموتى . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثني بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ } قال : هذا مثل المؤمن سمع كتاب الله فانتفع به وأخذ به وعقله ، والذين كذّبوا بآياتنا صمّ وبكم ، وهذا مثل الكافر أصمّ أبكم ، لا يبصر هدى ولا ينتفع به . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن سفيان الثوريّ ، عن محمد بن جحادة ، عن الحسن : { إنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ } المؤمنون . { والمَوْتَى } قال : الكفار . حدثني ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن محمد بن جحادة ، قال : سمعت الحسن يقول في قوله : { إنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ والمَوْتَى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ } قال : الكفار . وأما قوله : { ثُمَّ إلَيْهِ يُرْجَعُونَ } فإنه يقول تعالى : { ثم إلى الله يرجعون } ، المؤمنون الذين استجابوا لله والرسول ، والكفار الذين يحول الله بينهم وبين أن يفقهوا عنك شيئاً ، فيثيب هذا المؤمن على ما سلف من صالح عمله في الدنيا بما وعد أهل الإيمان به من الثواب ، ويعاقب هذا الكافر بما أوعد أهل الكفر به من العقاب ، لا يظلم أحداً منهم مثقال ذرّة .