Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 72-72)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وأمرنا أن أقيموا الصلاة . وإنما قيل : { وأنْ أقِيمُوا الصَّلاة } َ فعطف بـ « أن » على اللام من « لِنُسْلِمَ » لأن قوله : « لنسلم » ، معناه : أن نسلم ، فردّ قوله : { وأنْ أقِيمُوا } على معنى : « لنسلم » ، إذ كانت اللام التي في قوله : « لنسلم » ، لاماً لا تصحب إلاَّ المستقبل من الأفعال ، وكانت « أن » من الحروف التي تدلّ على الاستقبال دلالة اللام التي في « لنسلم » ، فعطف بها عليها لاتفاق معنييهما فيما ذكرت فـ « أن » في موضع نصب بالردّ على اللام . وكان بعض نحويي البصرة يقول : إما أن يكون ذلك : أمرنا لنسلم لربّ العالمين ، وأن أقيموا الصلاة ، يقول : أمرنا كي نسلم ، كما قال : وأُمِرْتُ أنْ أكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ : أي إنما أمرت بذلك ، ثم قال : { وأنْ أقِيمُوا الصَّلاةَ } واتقوه : أي أُمِرْنا أن أقيموا الصلاة أو يكون أوصل الفعل باللام ، والمعنى : أمرت أن أكون ، كما أوصل الفعل باللام في قوله : { هُمْ لرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } فتأويل الكلام : وأمرنا بإقامة الصلاة ، وذلك أداؤها بحدودها التي فرضت علينا . { وَاتَّقُوهُ } يقول : واتقوا ربّ العالمين الذي أمرنا أن نسلم له ، فخافوه واحذروا سخطه بأداء الصلاة المفروضة عليكم والإذعان له بالطاعة وإخلاص العبادة له . { وَهُوَ الَّذِي إلَيْهِ تُحْشَرُونَ } يقول : وربكم ربّ العالمين هو الذي إليه تحشرون فتجمعون يوم القيامة ، فيجازي كلّ عامل منكم بعمله ، وتوفَّى كل نفس ما كسبت .