Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 79-79)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن خليله إبراهيم عليه السلام ، أنه لما تبين له الحقّ وعرفه ، شهد شهادة الحقّ ، وأظهر خلاف قومه أهل الباطل وأهل الشرك بالله ، ولم يأخذه في الله لومة لائم ، ولم يستوحش من قيل الحقّ والثبات عليه ، مع خلاف جميع قومه لقوله وإنكارهم إياه عليه ، وقال لهم : يا قوم إني بريء مما تشركون مع الله الذي خلقني وخلقكم في عبادته من آلهتكم وأصنامكم ، إني وجهت وجهي في عبادتي إلى الذي خلق السموات والأرض ، الدائم الذي يبقى ولا يفنى ويحيي ويميت ، لا إلى الذي يفنَى ولا يبقَى ويزول ولا يدوم ولا يضرّ ولا ينفع . ثم أخبرهم تعالى ذكره أن توجيهه وجهه لعبادته بإخلاص العبادة له والاستقامة في ذلك لربه على ما يجب من التوحيد ، لا على الوجه الذي يوجه له وجهه من ليس بحنيف ، ولكنه به مشرك ، إذ كان توجيه الوجه لا على التحنيف غير نافع موجهه بل ضارّه ومهلكه . { وَما أنا مِنَ المُشْرِكِينَ } يقول : ولست منكم أي لست ممن يدين دينكم ويتبع ملتكم أيها المشركون . وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن زيد يقول . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قول قوم إبراهيم لإبراهيم : تركت عبادة هذه ؟ فقال : { إنّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ } فقالوا : ما جئت بشيء ونحن نعبده ونتوجهه ، فقال : لا { حَنِيفاً } قال : مخلصاً ، لا أشركه كما تشركون .