Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 81-81)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا جواب إبراهيم لقومه حين خوّفوه من آلهتهم أن تمسه لذكره إياها بسوء في نفسه بمكروه ، فقال لهم : وكيف أخاف وأرهب ما أشركتموه في عبادتكم ربكم فعبدتموه من دونه وهو لا يضرّ ولا ينفع ولو كانت تنفع أو تضرّ لدفعت عن أنفسها كسري إياها وضربي لها بالفأس ، وأنتم لا تخافون الله الذي خلقكم ورزقكم وهو القادر على نفعكم وضرّكم في إشراككم في عبادتكم إياه { ما لَمْ يُنَزّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً } يعني : ما لم يعطكم على إشراككم إياه في عبادته حجة ، ولم يضع لكم عليه برهاناً ، ولم يجعل لكم به عذراً . { فَأيُّ الفَرِيقَيْنِ أحَقُّ بالأَمْنِ } يقول : أنا أحقّ بالأمن من عاقبة عبادتي ربي مخلصاً له العبادة حنيفاً له ديني بريئاً من عبادة الأوثان والأصنام ، أم أنتم الذين تعبدون من دون الله أصناماً لم يجعل الله لكم بعبادتكم إياها برهاناً ولا حجة ؟ { إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } يقول : إن كنتم تعلمون صدق ما أقول وحقيقة ما أحتجّ به عليكم ، فقولوا وأخبروني أيّ الفريقين أحقّ بالأمن . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، كان محمد بن إسحاق يقول فيما : حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سَلَمة ، قال : قال محمد بن إسحاق ، في قوله : { وكَيْفَ أخافُ ما أشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أنَّكُمْ أشْركْتُمْ باللّهِ } يقول : كيف أخاف وثناً تعبدون من دون الله لا يضرّ ولا ينفع ، ولا تخافون أنتم الذي يضرّ وينفع ، وقد جعلتم معه شركاء لا تضرّ ولا تنفع . { فَأيُّ الفَرِيقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } : أي بالأمن من عذاب الله في الدنيا والآخرة الذي يعبد ، الذي بيده الضرّ والنفع ؟ أم الذي يعبد ما لا يضرّ ولا ينفع ؟ يضرب لهم الأمثال ، ويصرّف لهم العبر ، ليعلموا أن الله هو أحقّ أن يُخاف ويعبد مما يعبدون من دونه . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، قال : أفلج الله إبراهيم عليه السلام حين خاصمهم ، فقال : { وكَيْفَ أخافُ ما أشْرَكْتُمْ وَلا تَخافونَ أنَّكمْ أشْرَكْتُمْ باللّهِ ما لَمْ يُنَزّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأيُّ الفَرِيقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } . ثم قال : { وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إبْرَاهِيمَ على قَوْمِهِ } حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : قول إبراهيم حين سألهم : { أيُّ الفَرِيقَينِ أحَقُّ بالأمْنِ } هي حجة إبراهيم عليه السلام . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله تعالى عن إبراهيم حين سألهم : { فَأيُّ الفَرِيقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ } قال : وهي حجة إبراهيم عليه السلام . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : { فَأيُّ الفَرِيقَيْنِ أحَقُّ بالأَمْنِ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أمن يعبد رباً واحداً ، أم من يعبد أرباباً كثيرة ؟ يقول قومه : الذين آمنوا بربّ واحد . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَأيُّ الفَرِيقَيْنِ أحَقُّ بالأَمْنِ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أمن خاف غير الله ولم يخفه ؟ أم من خاف الله ولم يخف غيره ؟ فقال الله تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ … } الآية .