Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 98-98)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وإلهكم أيها العادلون بالله غيره { الَّذي أنْشأكُمْ } يعني : الذي ابتدأ خلقكم من غير شيء فأوجدكم بعد أن لم تكونوا شيئاً { مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } يعني : من آدم عليه السلام كما : حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السُّديّ : { مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } قال : آدم عليه السلام . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَهُوَ الَّذِي أنْشأكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } من آدم عليه السلام . وأما قوله : { مُسْتَقَرّ ومُسْتَوْدَعٌ } فإن أهل التأويل في تأويله مختلفون فقال بعضهم : معنى ذلك : وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة ، فمنكم مستقرّ في الرحم ومنكم مستودع في القبر ، حتى يبعثه الله لنشر القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن إبراهيم ، عن عبد الله : يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعَها قال : مستقرّها في الأرحام ، ومستودعها حيث تموت . حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، عن إسماعيل ، عن إبراهيم ، عن عبد الله أنه قال : المستودع حيث تموت ، والمستقرّ : ما في الرحم . حدثت عن عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السُّديّ ، عن مرّة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : المستقرّ الرحم ، والمستودع : المكان الذي تموت فيه . حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، قال : ثنا محمد بن فضيل وعليّ بن هاشم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن إبراهيم : يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعَها قال : مستقرّها في الأرحام ، ومستودعها في الأرض حيث تموت فيها . حدثنا أبو كريب وأبو السائب ، قالا : ثنا بن إدريس ، عن ليث ، عن مِقْسِم ، قال : مستقرّها في الصلب حيث تأوي إليه ، ومستودعها حيث تموت . وقال آخرون : المستودع : ما كان في أصلاب الآباء ، والمستقرّ : ما كان في بطون النساء وبطون الأرض أو على ظهورها . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا بن علية ، قال : ثنا كلثوم بن جبر ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : { فَمُسْتَقَرّ ومُسْتَوْدَعٌ } قال : مستودَعون ما كانوا في أصلاب الرجال ، فإذا قرّوا في أرحام النساء أو على ظهر الأرض أو في بطنها ، فقد استقرّوا . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا بن علية ، عن كلثوم بن جبر ، عن سعيد بن جبير : { مُسْتَقَرّ ومُسْتَوْدَعٌ } قال : المستودعون : ما كانوا في أصلاب الرجال ، فإذا قرّوا في أرحام النساء أو على ظهر الأرض فقد استقروا . حدثنا محمد بن المثنى ، ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن المغيرة بن النعمان ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس : يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعَها قال : المستودع في الصلب والمستقرّ : ما كان على وجه الأرض أو في الأرض . وقال آخرون : بل معنى ذلك : فمستقرّ في الأرض على ظهورها ومستوع عند الله . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن المغيرة ، عن أبي الخير تميم بن حَذْلَم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : « المستقرّ » : الأرض ، و « المستودع » عند الرحمن . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : « المستقرّ » الأرض ، و « المستودع » : عند ربك . حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن إبراهيم ، قال : عبد الله : مستقرّها في الدنيا ، ومستودعها في الآخرة يعني : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } . حدثني المثنى ، قال : ثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا بن المبارك ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : « المستودع » : في الصلب ، و « المستقرّ » : في الآخرة وعلى وجه الأرض . وقال آخرون : معنى ذلك : فمستقرّ في الرحم ومستودع في الصلب . ذكر من قال ذلك : حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن أبي الحرث ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قول الله : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } قال : مستقرّ في الرحم ، ومستودع في صلب لم يخلق وسيخلق . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن يحيى الجابري ، عن عكرمة : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } قال : المستقر : الذي قد استقرّ في الرحم ، والمستودع : الذي قد استودع في الصلب . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي الخير تميم ، عن سعيد بن جبير ، قال ابن عباس : سَلْ فقلت : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } ؟ قال : المستقرّ : في الرحم ، والمستودع : ما استودع في الصلب . حدثنا أبو كريب وأبو السائب ، قالا : ثنا ابن إدريس ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } قال : المستقرّ : الرحم ، والمستودع : ما كان عند ربّ العالمين مما هو خالقه ولم يخلق . حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله : يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها قال : المستقرّ : ما كان في الرحم مما هو حيّ ومما قد مات والمستودع : ما في الصلب . حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي ابن عباس ، وذلك قبل أن يخرج وجهي : أتزوجت يا ابن جبير ؟ قال : قلت : لا ، وما أريد ذاك يومي هذا . قال : فقال : أما إنه مع ذلك سيخرج ما كان في صلبك من المستودعين . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي ابن عباس : تزوّجتَ ؟ قلت : لا . قال : فضرب ظهري وقال : ما كان من مستودع في ظهرك سيخرج . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } قال : المستقرّ في الأرحام ، والمستودع في الصلب لم يخلق وهو خالقه . حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية بن صالح ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } قال : المستقرّ في الرحم ، والمستودع : ما استودع في أصلاب الرجال والدواب . حدثنا بن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : المستقرّ : ما استقرّ في الرحم والمستودع : ما استودع في الصلب . حدثنا بن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي الخير تميم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، بنحوه . حدثنا هناد ، قال : ثنا عبيدة بن حميد ، عن عمار الدهني ، عن رجل ، عن كريب ، قال : دعاني ابن عباس ، فقال : اكتب : « بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله بن عباس إلى فلان حبر تيماء سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله ، الذي لا إله إلا هو ، أما بعد » قال : فقلت : تبدؤه تقول : السلام عليك ؟ فقال : إن الله هو السلام . ثم قال : اكتب « سلام عليك ، أما بعد فحدِّثني عن مستقرّ ومستودع » . قال : ثم بعثني بالكتاب إلى اليهودي ، فأعطيته إياه فلما نظر إليه قال : مرحباً بكتاب خليلي من المسلمين فذهب بي إلى بيته ، ففتح أسفاطاً له كبيرة ، فجعل يطرح تلك الأشياء لا يلتفت إليها . قال : قلت : ما شأنك ؟ قال : هذه أشياء كتبها اليهود حتى أخرج سفر موسى عليه السلام ، قال : فنظر إليه مرتّين ، فقال : المستقرّ : الرحم . قال : ثم قرأ : ونُقِرُّ فِي الأرْحَام ما نَشاءُ ، وقرأ : وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرّ ومَتَاعٌ قال : مستقرّه فوق الأرض ، ومستقره في الرحم ، ومستقرّه تحت الأرض ، حتى يصير إلى الجنة أو إلى النار . حدثنا هناد ، قال : ثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَعٌ } قال : المستقرّ : ما استقرّ في أرحام النساء ، والمستودع : ما استودع في أصلاب الرجال . حدثنا بن وكيع ، قال : ثنا عبيد الله ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : المستقرّ : الرحم ، والمستودع : في أصلاب الرجال . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا روح بن عبادة ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، وعن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : المستقرّ : الرحم ، والمستودع : في الأصلاب . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثني عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { فَمُسْتَقَرّ } : ما استقرّ في أرحام النساء { وَمُسْتَوْدَع } ما كان في أصلاب الرجال . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بنحوه . حدثنا ابن حميد وابن وكيع قالا : ثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : المستقرّ : ما استقرّ في الرحم ، والمستودع : ما استودع في الصلب . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : المستقرّ : الرحم ، والمستودع : الصلب . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا معاذ بن معاذ ، عن ابن عون ، قال : أتينا إبراهيم عند المساء ، فأخبرونا أنه قد مات فقلنا : هل سأله أحد عن شيء ؟ قالوا : عبد الرحمن بن الأسود عن المستقرّ والمستودع فقال : المستقر في الرحم ، والمستودع : في الصلب . حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا بشر بن المفضل ، قال : ثنا ابن عون ، قال : أتيتنا إبراهيم ، وقد مات ، قال : فحدثني بعضهم أن عبد الرحمن بن الأسود سأله قبل أن يموت عن المستقرّ والمستودع ، فقال المستقرّ : في الرحم ، والمستودع : في الصلب . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عن ابن عون ، قال : أتينا منزل إبراهيم ، فسألنا عنه ، فقالوا : قد توفي ، وسأله عبد الرحمن بن الأسود ، فذكر نحوه . حدثني به يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا بن علية ، عن ابن عون ، أنه بلغه أن عبد الرحمن بن الأسود سأل إبراهيم ، عن ذلك ، فذكر نحوه . حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي ، قال : ثنا ضمرة بن ربيعة ، عن العلاء بن هارون ، قال : انتهيت إلى منزل إبراهيم حين قبض ، فقلت لهم : هل سأله أحد عن شيء ، قالوا : سأله عبد الرحمن بن الأسود عن مستقرّ ومستودع ، فقال : أما المستقرّ : فما استقرّ في أرحام النساء ، والمستودع : ما في أصلاب الرجال . حدثنا أبو كريب وأبو السائب ، قالا : ثنا بن إدريس ، عن ليث ، عن مجاهد في { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } قال : المستقرّ : الرحم ، والمستودع : الصلب . حدثني يونس ، قال : ثني سفيان ، عن رجل حدثه عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي ابن عباس : ألا تنكح ؟ ثم قال : أما إني أقول لك هذا وإني لأعلم أن الله مخرج من صلبك ما كان فيه مستودعاً . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، قال : المستقر في الرحم ، والمستودع : في الصلب . حدثنا بشر بن معاذ ، ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن ابن عباس : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَعٌ } قال : مستقر في الرحم ، ومستودع : في الصلب . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } قال : مستقرّ : في الرحم ، ومستودع : في الصلب . حدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد بن سليمان ، عن الضحاك : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } أما « مستقر » : فما استقرّ في الرحم ، وأما « مستودع » : فما استودع في الصلب . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } قال : مستقرّ في الأرحام ، ومستودع : في الأصلاب . حدثني المثنى ، قال : ثنا الحجاج بن المنهال ، قال : ثنا حماد ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير وأبي حمزة ، عن إبراهيم ، قالا : « مستقر ومستودع » ، المستقرّ : في الرحم ، والمستودع : في الصلب . وقال آخرون : المستقر : في القبر ، والمستودع : في الدنيا . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : كان الحسن يقول : مستقرّ : في القبر ، ومستودع : في الدنيا . وأوشك أن يلحق بصاحبه . وأولى التأويلات في ذلك بالصواب ، أن يقال : إن الله جلّ ثناؤه عمّ بقوله : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } كلّ خلقه الذي أنشأ من نفس واحدة مستقرّاً ومستودعاً ، ولم يخصص من ذلك معنى دون معنى . ولا شك أن من بني آدم مستقراً في الرحم ومستودعاً في الصلب ، ومنهم من هو مستقرّ على ظهر الأرض أو بطنها ومستودع في أصلاب الرجال ، ومنهم مستقرّ في القبر مستودع على ظهر الأرض ، فكلّ مستقرّ أو مستودع بمعنى من هذه المعاني فداخل في عموم قوله : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَعٌ } ومراد به : إلا أن يأتي خبر يجب التسليم له بأنه معنيّ به معنى دون معنى وخاصّ دون عامّ . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } فقرأت ذلك عامة قراء أهل المدينة والكوفة : { فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع } بمعنى : فمنهم من استقره الله في مقرّه فهو مستقرّ ، ومنهم من استودعه الله فيما استودعه فيه فهو مستودع فيه . وقرأ ذلك بعض أهل المدينة وبعض أهل البصرة : « فمُسْتَقِرٌ » بكسر القاف بمعنى : فمنهم من استقر فهو مستودع فيه في مقرّه فهو مستقِرٌّ به . وأولى القراءتين بالصواب عندي وإن كان لكليهما عندي وجه صحيح : { فمُسْتَقَرٌّ } بمعنى : استقرّه الله في مستقرّه ، ليأتلف المعنى فيه وفي « المستودع » في أن كلّ واحد منهما لم يسمّ فاعله ، وفي إضافة الخبر بذلك إلى الله في أنه المستقرّ هذا والمستودع هذا وذلك أن الجميع مجمعون على قراءة قوله : { وَمُسْتَوْدَعٌ } بفتح الدال على وجه ما لم يسمّ فاعله ، فإجراء الأوّل ، أعني قوله : « فمستقرّ » عليه أشبه من عدوله عنه . وأما قوله : { قَدْ فَصَّلْنَا الآياتِ لقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } يقول تعالى : قد بينا الحجج وميزنا الأدلة والأعلام وأحكمناها لقوم يفقهون مواقع الحجج ومواضع العبر ويفهمون الآيات والذكر ، فإنهم إذا اعتبروا بما نبهتهم عليه من إنشائي من نفس واحدة ما عاينوا من البشر وخلقي ما خلقت منها من عجائب الألوان والصور ، علموا أن ذلك من فعل من ليس له مثل ولا شرك فيشركوه في عبادتهم إياه . كما : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { قَدْ فَصَّلْنا الآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } يقول : قد بينا الآيات لقوم يفقهون .