Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 60, Ayat: 2-3)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : إن يثقفكم هؤلاء الذين تسرّون أيها المؤمنون إليهم بالمودّة ، يكونوا لكم حرباً وأعداء { وَيَبْسُطُوا إلَيْكُمْ أيْدِيَهُمْ } بالقتال { وألْسِنَتَهُمْ بالسُّوءِ } . وقوله : { وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } يقول : وتمنوا لكم أن تكفروا بربكم ، فتكونوا على مثل الذي هم عليه . وقوله : { لَنْ تَنْفَعَكُمْ أرْحامُكُمْ وَلا أوْلادُكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ } يقول تعالى ذكره : لا يدعونكم أرحامكم وقراباتكم وأولادكم إلى الكفر بالله ، واتخاذ أعدائه أولياء تلقون إليهم بالمودّة . فإنه لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم عند الله يوم القيامة ، فتدفع عنكم عذاب الله يومئذ ، إن أنتم عصيتموه في الدنيا ، وكفرتم به . وقوله : { يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } يقول جلّ ثناؤه : يفصل ربكم أيها المؤمنون بينكم يوم القيامة بأن يدخل أهل طاعته الجنة ، وأهل معاصيه والكفر به النار . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة : « يُفْصَلُ بَيْنَكُمْ » بضم الياء وتخفيف الصاد وفتحها ، على ما لم يسمّ فاعله . وقرأه عامة قرّاء الكوفة خلا عاصم بضم الياء وتشديد الصاد وكسرها بمعنى : يفصل الله بينكم أيها القوم . وقرأه عاصم بفتح الياء وتخفيف الصاد وكسرها ، بمعنى يفصل الله بينكم . وقرأ بعض قرّاء الشام « يُفَصَّلُ » بضم الياء وفتح الصاد وتشديدها على وجه ما لم يسم فاعله . وهذه القراءات متقاربات المعاني صحيحات في الإعراب ، فبأيتها قرأ القارىء فمصيب . وقوله : { واللَّهُ بِمَا تَعْمَلونَ بَصِيرٌ } يقول جلّ ثناؤه : والله بأعمالكم أيها الناس ذو علم وبصر ، لا يخفى عليه منها شيء ، هو بجميعها محيط ، وهو مجازيكم بها إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ ، فاتقوا الله في أنفُسكم واحذروه .