Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 10-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُّكُمْ على تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ ألِيمٍ } موجع ، وذلك عذاب جهنم ثم بين لنا جلّ ثناؤه ما تلك التجارة التي تنجينا من العذاب الأليم ، فقال : { تُؤْمِنُونَ باللَّهِ وَرَسُولِهِ } محمد صلى الله عليه وسلم . فإن قال قائل : وكيف قيل : { تُؤْمِنُونَ باللَّهِ وَرَسُولِهِ } ، وقد قيل لهم : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا } بوصفهم بالإيمان ؟ فإن الجواب في ذلك نظير جوابنا في قوله : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا } آمِنُوا بالله وقد مضى البيان عن ذلك في موضعه بما أغنى عن إعادته . وقوله : { وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيل اللَّهِ بأمْوَالِكُمْ وأنْفُسِكُمْ } يقول تعالى ذكره : وتجاهدون في دين الله ، وطريقه الذي شرعه لكم بأموالكم وأنفسكم { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ } يقول : إيمانكم بالله ورسوله ، وجهادكم في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم { خَيْرٌ لَكُمْ } من تضييع ذلك والتفريط { إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } مضارّ الأشياء ومنافعها . وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله : « آمِنُوا باللَّهِ » على وجه الأمر ، وبيَّنت التجارة من قوله : { هَلْ أدُلُّكُمْ على تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ } وفسِّرت بقوله : { تؤْمِنُونَ باللَّهِ } ولم يقل : أن تؤمنوا ، لأن العرب إذا فسرت الاسم بفعل تثبت في تفسيره أن أحياناً ، وتطرحها أحياناً ، فتقول للرجل : هل لك في خير تقوم بنا إلى فلان فنعوده ؟ هل لك في خير أن تقوم إلى فلان فنعوده ؟ ، بأن وبطرحها . ومما جاء في الوجهين على الوجهين جميعا قوله : { فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ أنَّا } وإنا فالفتح في أنا لغة من أدخل في يقوم أن من قولهم : هل لك في خير أن تقوم ، والكسر فيها لغة من يُلقي أن من تقوم ومنه قوله : { فانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أنَّا دَمَّرْناهُمْ } وإنا دمرناهم ، على ما بيَّنا . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُّكُمْ على تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ } … الآية ، فلولا أن الله بينها ، ودلّ عليها المؤمنين ، لتلهف عليها رجال أن يكونوا يعلمونها ، حتى يضنوا بها وقد دلكم الله عليها ، وأعلمكم إياها فقال : { تؤْمِنُونَ باللَّهِ وَرَسُولِهِ وتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بأمْوَالِكُمْ وأنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال : تلا قتادة : { هَلْ أدُلُّكُمْ على تجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أليمٍ تُؤْمِنُونَ باللَّهِ وَرَسُولِهِ وتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } قال : الحمد لله الذي بينها .